في المثل عنصر المفاجأة التي تعلنها الدَّينونة التي هي خلافٌ لِمَا نعتقد. لذلك لقد فضّل السَّيد روح الاستثمار عند الخادمين الأولين، على الرغم من انه لا يخلو من المَخاطرة، وحذَّر الخَادِم الثَّالث السَّلبي والآمن الذي دفن وَزْنَة سَيِّده خوفًا من فقدانها. لم تتوافق الدَّينونة مع التَّوقعات البشرية. يصير المثل أداة دعوة إلى التَّغيير: تفضيل حقيقة الله على حقيقة العَالَم (لوقا 12: 21) واختيار العدالة بدل أمان المَال الخدّاع (لوقا 16: 22-26).
لا يحكم الرَّبّ على النَّاس بنسبة النَّجاح الذي بلغوه، بل بنسبة الجهد الذي بذلوه، ولا يحكم على النَّاس بنسبة كمية العمل التي أدّوها بل على قدر المَسْؤوُلِيَّة التي التزموا بها. انه حكم عليهم وَفْقًا لاستخدامهم ما لديهم من مؤهَّلات. فمن استثمر وزنتين يُكافأ مكافأة متساوية مع الذي استثمر الوَزَنات الخَمْس. إنه يحترم الفروقات الفرديَّة بين الأشخاص. ولكل واحد منَّا خصائصه وغِناه ومواهبه. فكل كائن فريد ولا بديل له في عينيَّ الله كما نقول في العامية "خلقك الله وكسر القالب وراءك".