رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* كلما اصطف إنسان بار إلى جانب الله امتلأ فيه سلام الرب، وفي نفس الوقت يكثر ضده المتكبرون كمصارعين أقوياء؛ هؤلاء يبتغون له الشر، سواء كان هؤلاء بشرًا أو قوات شريرة. على أي الأحوال، عندما يحدث هذا لا يمتنع البار عن حفظ وصايا الله بكل قلبه حتى يمكنه أن يفهمها ويتممها. يتحول قلب هؤلاء المتكبرين من اللطف والحنان إلى القساوة. وكما يقول المرتل: "تجبن مثل اللبن قلبهم، وأنا لهجت بناموسك" [70]. قبل الكبرياء كان قلبهم لينًا ووديعًا وصالحًا حتى يمكن مقارنته باللبن الذي يغذّى. لكنهم إذ لبسوا الكبرياء تصلب قلبهم وتقسى، وتحول اللبن إلى "جبن" (في صدرهم). وكما يقول المرتل: "قلبهم السمين قد أغلقوا، بأفواههم قد تكلموا بالكبرياء" مز 10:17. ويقول إشعياء النبي: "غلظ قلب هذا الشعب" إش 10:6. ربما أراد هذا النص القول بإننا كما نستخدم ثدييْ الأرض كأكثر الأعضاء خصوبة وجمالًا هكذا قلب الحكماء مثل ثديين مملوئين لبنًا يغذى من يرغب فيه. "اللبن العقلي العديم الغش" 1بط 2:2. لكن إذا ما تحول هذا الإنسان إلى الشر يتجبن فيهم ما كان لهم من لبن جيد، لذلك يقول المرتل: "تجبن مثل اللبن قلبهم" [70]. وإذ يحدث هذا لدى المتكبرين يقول البار: "كثر على ظلم المتكبرين، وأنا بكل قلبي أبحث عن وصاياك... وأنا لهجت بناموسك". العلامة أوريجينوس |
|