رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّ جَماعَةَ النَّاس مَدْعُوُّون، ولكِنَّ القَليلينَ هُمُ المُخْتارون)). تشير عبارة "جَماعَةَ النَّاسِ مَدْعُوُّون، ولكِنَّ القَليلينَ هُمُ المُخْتارون " في الأصل اليوناني πολλοὶ γάρ εἰσιν κλητοὶ ὀλίγοι δὲ ἐκλεκτοί إلى حكم يمّيز بين المَدعُوِّين والمُخْتارين. فتقارب بين كلمة المَدْعُوُّون κλητοὶ والمُخْتارون ἐκλεκτοί. إذ أن الدعوة للجميع لكن المختارون هم الذين يلبُّون الدعوة ويتأقلمون معها في تغيير حياتهم وأعمالهم. أمَّا عبارة "مَدْعُوُّون" فتشير إلى الذين لبَّوا الدَعْوة ودخلوا الكنيسة لكنَّ غالبيتهم رفضوا نعمة الله، أمَّا عبارة "المُخْتارون" فتشير إلى الذين لم يلبُّوا الدَعْوة فحسب، إنَّما استحقُّوا أيضا النِّعْمة وأصبحوا أبرارًا في المَلكُوت، لأنَّهم قبلوا نعمة الدَعْوة وافسحوا المَجال لهذه النِّعْمة أن تغيّر حياتهم. وتكرَّرت هذه اللفظة 16 مرة. ليست هذه الآية تلميحًا إلى اليهود الذين دُعوا إلى الخلاص، فأبعدوا الآن بعد أن رفضوا المسيح، بقدر ما قد تكون موجّهة إنذارا للذين يسيئون استعمال دَعْوة الله المَجّانية، فيُطرحون في آخر الآمر خارج المَلكُوت. ويعلق العلامة أوريجانوس "كثيرون هم الذين يأتون إلى العُرْس، وقليلون هم الذين يجلسون على المائدة". فالمراد بذلك أنَّ كثيرين يتبعون المسيح، ولكن قليلون يخدمونه بالتَّواضع حبَّا له. هذه الآية هي خلاصة المَثَل كله. |
|