طالت مدة تيهان الشعب في برية صين - وهي قادش - إلى 38 سنة، وهم يدورون بجبل سعير إلى أن قال لهم الرب «كفاكم دوران بهذا الجبل» (تثنيه 1: 1-7). حتى فنى من هذا الجيل رجال الحرب، كما أقسم الرب، بعد حادثة إرسال الجواسيس. وهنا بدأ الشعب في التحرك من قادش، في خطوات سريعة، مرورًا بمحطات كثيرة نذكر منها:
محطة قادش: وعندها ماتت مريم أخت موسى ودُفنَت هناك. وهناك تذمَّر الشعب من أجل الماء، فأمر الرب موسى أن يكلِّم الصخرة، إلا أنه ضربها بالعصا، مما جعل الرب يحرمه هو وهارون من دخول الأرض لأنهما لم يؤمنا بالرب ويقدساه أمام أعين بنى إسرائيل (عدد20: 1-13).
محطة جبل هور: هناك أخذ موسى هارون وألعازر ابنه، حسب قول الرب، وصعد بهما إلى جبل هور وخلع عن هارون ثيابه وألبس ألعازار ابنه اياها، ومات هارون هناك على رأس الجبل (عدد 20: 22-29).
محطة صلمونة: هناك ضاقت أنفس الشعب، وتكلموا بكلمات صعبة على المن، طعام السماء، وقالوا عنه هو طعام سخيف وقد كرهناه (عدد21: 5).
وهنا نرى قلب الإنسان المملوء بالخطية والنتائج التي حصدها. وقلب الله الذى دبَّر العلاج لقلب الإنسان ونتائج خطاياه.