رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأيادي الجميلة فهذا تقدم إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع... فأخذ يوسف الجسد ولَفَّه بكتانٍ نقي، ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة ( مت 27: 58 - 60) ما أقبحها أيادي تلك التي سلَّمت للصلب! وما أجملها أيادي تلك التي كرَّمت بالحب! ما أجمل يديكِ يا أختي الفاضلة مريم، وهي تُشرف بدهن رأس سيدنا، بل وقدميه، بالناردين! مَنًا من الناردين الخالص على رأسه وقدميه قبل موته! كم أنتِ جميلة يا مريم وعظيمة وأنتِ لا تشعرين بالجمع من حولك. ما أروعك والوجود كله على اتساعه قد اختُزل عندك فيه!! كم أنتِ رائعة وأنتِ تعملين هذا العمل الدافق بالمشاعر والولاء، تعملينه لا في خلوة، بل في جُرأة أمام الجميع! كم أنتِ صلبة في رقَّتِك، وجبارة بأس في وداعتك، إذ لم تعبأي بلوم اللائمين ولا بتوبيخ الموبِّخين! يبدو أن حب السيد قد سباكِ، فجعلك لا تَرين غير جماله، ولا تسمعين غير صوته، ولا تشعرين سوى بمحضره. وما أروع أياديكم يا أخويَّ العزيزين: يوسف ونيقوديموس، وهي تُشرف بتكفين جسد السيد وقد أثخنته الجراح. ما أجمل يديك يا يوسف وأنت آتٍ بالكتان النقي وفي قلبك أن تَهَب لحبيبك قبرك الجديد! القبر الذي نحتَّه لنفسك في الصخرة، وهل كنت تدري وأنت تنحته، أنه سيتشرف بالجسد الكريم الذي فيه حلَّ كل الملء؟! وما أبهى جسارتك وأنت تدخل للوالي في أشرف مهمة دخل بسببها إنسان لقصر حاكم، إذ دخلت تطلب جسد يسوع! وما أحلاك يا نيقوديموس وأنت آتٍ هذه المرة، لا ليلاً، بل قبل سقوط الليل ومجيء العتمة، قبل أن تضيع فرصة الإكرام. آتٍ تفوح منك رائحة بديعة نفَّاذة تملأ الدنيا حولك بعبيرها، هي رائحة ما حملت لإكرام حبيبك وحبيبي، جئت حاملاً مزيج مُرٍّ وعود نحو مئة منًا! من أين هذه الجرأة؟! وكم تكلفت لتشتري مئة منًا من المرّ والعود؟! وكيف حملت كل هذا الحمل وأنت شيخ؟! هل حب الحبيب والرغبة في إكرامه ملأت قلبك بالجرأة لتكشف عن هويتك بعدما أخفيتها طويلاً؟! وهل أخرجت كل ثروتك لإكرامه؟! وهل شدَّدت ذراعيك الواهنتين بالقوة لتحمل كل هذا الحِمل الكبير؟! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تحت الأيادي الضاربة |
قام مثقوب الأيادي |
معرض الأيادي |
تسلم الأيادي |
الأيادي الفذرة |