منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 10 - 2023, 03:11 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,276

عَبِرَة مَثَل الابْنَين: كيف نعيش ما نقوله؟



عَبِرَة مَثَل الابْنَين: كيف نعيش ما نقوله؟



نشبه تارة في تصرُّفنا الابن الأول، وتارة أخرى الابن الثاني. نقول مرة للرَبّ "نعم" ولا نتحرك للعمل، وأخرى نقول " لا" ثم نندم، كيف التَّخلص من هذه الازدواجية؟ وبكلمة أخرى كيف نطيع؟



هذان الابنان لم يكونا مثالِيَيْن في سلوكهما، لأنَّ الابن الأوَّل رفض الطَّاعَة في بادئ الأمر، والابن الثاني كذب على والده ولم يُطِعْ أمره. لكن هناك ابن ثالث لم يذكره المَثَل، ولكنَّه ابنٌ حيٌّ، يقول ويعمل، ويعمل كما يقول: إنَّه يسوع المسيح، ابن الإله الأزلي. إنَّه لم يقل قطّ لأبيه السماوي: "لا" بل قال دومًا لأبيه: "نعم". لقد قال: "نعم" لأبيه السَّماوي لمَّا تجسَّد. وكانت تفاصيل حياته كلِّها سلسلة "نعم". قال قَبْلَ أن يُقدِم على آلامه: " لا كما أَنا أَشاء، بَل كما أَنتَ تَشاء! " (متى 26: 39) "فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب (فيلبي 2: 8) في سبيل فداء البشريَّة.



استحق يسوع المسيح طاعة كل خليقة، بعد أن صار بطاعته، الرَبّ "كما يعلن بولس الرسول " يَشهَدَ كُلُّ لِسانٍ أَنَّ يسوعَ المسيحَ هو الرَبّ تَمْجيدًا للهِ الآب"(فيلبي 2: 11)، وتولَّى كل سلطان في السَّماء والأرض، كما صرّح هو نفسه: "إِنِّي أُوليتُ كُلَّ سُلطانٍ في السَّماءِ والأَرض " (متى 28: 18). بوساطة المسيح ومن خلال الطَّاعَة لإنجيليه وكلمة كنيسته (2 تسالونيقي 3: 14)، يصل الإنْسَان إلى الله في الإيمان (أعمال الرُّسُل 6: 7)، ويفلت من يد العصيان الأصلي، ويدخل في سر الخلاص. فيسوع المسيح هو شريعة المسيحي الوحيدة، كما اختبر بولس الرسول " إِنِّي في حُكْمِ شَريعةِ المسيح (1 قورنتس 9: 21). إنَّ السلوك المسيحي الصحيح هو سلوك الابن الثالث الذي خضعت إرادته لإرادة أبيه السَّماوي، وأطاعه طاعة كاملة لا عن ضغطٍ ولا عن ضَعفٍ، بل عن حُبٍّ سامٍ لا حدود له وعن حرِّية تامة. فالطَّاعَة للمسيح لا تكون بالكلام أو النيّة فقط، بل تقترن بالعمل، وهي تتطلب طرق متعددة وردت في الكتاب المقدس، ومنها:



أولا:
الطَّاعَة لله تتطلب السير معه: إن طاعتنا لله تتطلب منا كما هو الحال مع الآباء الأقدمين، مَثَل أَخْنوخُ إذ "سارَ أَخْنوخُ معَ الله" (التكوين 5: 22)، فنحن نؤمن أن الله يعلم المستقبل مسبقَا، كما صرّح بطرس الرسول "إلى المختارينَ بِسابِقِ عِلمِ اللهِ الآب وتَقْديسِ الرُّوح، لِيُطيعوا يسوعَ المسيح " (1بطرس 1: 2) وبالتَّالي يعرف ويريد ما هو الأفضل لأحبائه. لنتقبل ما يصل إلينا من كلام المسيح، ولنستعد للسير إلى الأمام معه على خطى الرُّسُل والتَّلاميذ الصَّالحين ومريم المِجدلية التي سارت على طريق التَّجرد الذي قادها إلى الصليب، ومتَّى العشار الذي أصبح رسولاً وكاتب الإنجيل. كانت نظرة يسوع وكلامه تصلان إلى أعماق القلوب.



ثانيا: الطَّاعَة فعل تسليم لعمل الروح القدس. إنّ خضوعنا لعمل روح الله القدُّوس في حياتنا هو فعل طاعة بالإيمان، كما فعل إبراهيم والآباء " بِالإِيمانِ لَبَّى إِبراهيمُ الدَّعوَة" (عبرانيين 11: 8)، والروح القدس بدوره يُجدّد قلوب المؤمنين جاعلاً إيَّاهم "شُرَكاءَ الطَّبيعَةِ الإِلهِيَّة " (2 بطرس 1: 4). ويدعوهم الله عندئذٍ "مُحِّبيَّ وحافِظي وَصاياي" (خروج 20: 9) إذ يُعبّرون عن ثقتهم في الله ومحبتهم له كأب.



ثالثا: الطَّاعَة فعل تقدمة الذَّات ذبيحة مرضيّة. أكّد صموئيل النبي لشاول "إِنَّ الطَّاعَة خَيرٌ مِنَ الذَّبيحة" (1 صموئيل 15: 22). وقد أعلن يسوع "هاءَنَذا آتٍ، أَللَّهُمَّ لأَعمَلَ بمَشيئَتِكَ" (عبرانيين 10: 7) جاعلا من موته ذبيحة لله، ذبيحة الطَّاعَة، كما يقول صاحب الرِّسالة للعبرانيين "تَعَلَّمَ الطَّاعَة، وهو الاِبن، بما عانى مِنَ الأَلَم" (عبرانيين 5: 8).



رابعا: الطَّاعَة فعل التحلي بأخلاق المسيح؛ كانت حياة يسوع "عِندَ دُخولِه العالَم" (عبرانيين 10: 5)، و" حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب" (فيلبي 2: 8)، طاعةً كاملة. لمَّا أتي يسوع إلى العالم قال: "لا لِأَعمَلَ بِمَشيئتي بل بِمَشيئَةِ الَّذي أَرسَلَني" (يوحَنَّا 6: 38), ويوم آلامه، أعطى الطَّاعَة معناها الأسمى، " تَعَلَّمَ الطَّاعَة، وهو الاِبن، بما عانى مِنَ الأَلَم" (عبرانيين 5: 8)، جاعلاً من موته ذبيحة للّه، ذبيحة الطَّاعَة، كما صرّح بولس الرسول : "هو الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب" (فيلبي 2: 1-11). يصل الإنْسَان إلى الله في الإيمان (أعمال 6: 7) بواسطة يسوع ومن خلال الطَّاعَة لإنجيله وكلمة كنيسته (2 تسالونيقي 3: 14، متى 10: 40).



خامسا: الطَّاعَة فعل انتصار النفس انتصارًا أبديًا. تسمح الطَّاعَة للإنسان بأن يجعل من حياته خدمة، وأن يدخل في فرح الرب. يعتبر النبي ارميا أن الطَّاعَة هي أول مطلبٍ للعهد مع الله "اِسمَعوا كَلِماتِ هذا العَهدِ واعملوا بها" (ارميا 11: 6)، ودونها لن يتحقق النصر (يشوع 1: 2).



سادسا: الطَّاعَة فعل خلاصي للمؤمن. وهبنا الله الحرية بطاعته كما صرّح بولس الرسول: "ستُحَرَّرُ مِن عُبودِيَّةِ الفَسادِ لِتُشاركَ أَبناءَ اللهِ في حُرِّيَّتِهم ومَجْدِهم" (رومة 8: 21)



سابعاً: الطَّاعَة هداية للقريب. أطاع بولس أمر الرَبّ القائل له " قُمْ فادخُلِ المَدينة، فيُقالَ لَكَ ما يَجِبُ علَيكَ أَن تَفعَلِ (أعمال الرُّسُل 9: 6)، وكانت طاعتُه سببًا لهداية أمّمًا كثيرة. فالمسيحي الحقّ يقول "نعم" للرَبّ بالقول والعمل على خطى معلمه الإلهي يسوع المسيح، ابنُ الإله المتجسّد الذي كانت حياته دوماً "نعم" لإرادة أبيه السَّماوي بقوله وعمله، وبهذا الأمر يُهدي الكثرين بسلوكه وتعليمه.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما هي أبعاد مَثَل الابْنَين؟
ما هو إطار مَثَل الابْنَين؟
مَثَل الابْنَين | "ودَنا مِنَ الآخَرِ وقالَ لَه مَثَل ذلك"
مَثَل الابْنَين | الطَّاعَة الحقيقية
عبرة مثل الابْنَين: كيف نعيش ما نقوله؟


الساعة الآن 05:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024