رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فأَجابَه: ((لا أُريد)). ولكِنَّه نَدِمَ بَعدَ ذلك فذَهَب. تشير عبارة "لا أُريد" إلى الرفض والعصيان والاستخفاف، لأنَّ الابن لم يُكلِّف نفسه بتقديم عذرٍ لأبيه. وما قاله هذا الابن هو قول لسان حال العَشَّارين والزُّنَاة. أمَّا عبارة" نَدِمَ" في الأصل اليوناني μεταμεληθεὶς (معناها الأسف على فعل ما) فتشير إلى شعور الفرد بالذَّنب لتصرفاته وأقواله. ويعتبر النَّدم شرطًا من شروط التَّوبة. فالابن الذي قال في البدء "لا" عاد إلى نفسه وصَحّح موقفه وغيّر رأيه وتاب، إذ ذهب إلى الكَرْم وعمل فيه برضى وأمانة، كما أمره أبوه، وعلى هذا المِنوال جرى العَشِّارونَ والزُّنَاة بالتَّوبة والطَّاعَة عند تبشير يوحَنَّا المَعْمَدان، كما شهد المسيح لهم " فَقَد جاءَكُم يوحَنَّا سالِكاً طريقَ البِرّ، فلَم تُؤمِنوا بِه، وأَمَّا العَشِّارونَ والبَغايا فآمَنوا بِه. وأَنتُم رَأَيتُم ذلك، فلَم تَندَموا آخِرَ الأَمرِ فتُؤمِنوا بِه" (متى 21: 32). إذا ندم الإنْسَان وتاب، قَبله الله، وبرهان التَّوبة ليس الكلام بل العمل. فالنَّدامة هي الطريق للدخول في المَلَكوتِ، وقد ردّدها يسوع مرتين في هذا المَثَل (متى 21: 29، 32). أمَّا عبارة " فذَهَب " فتشير إلى النَّدامة ومحاولة قول "نعم" علمًا أنَّ التَّوبة لا تأتي بقوة الإنْسَان الذَّاتية وحدها، انه بحاجة إلى نِعمة الرَبّ وعونه. إن ذهاب الابن الأول إلى العمل يدلّ على تحوّل في قلبه وحياته. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مَثَل الابْنَين | " فذَهَب " |
مَثَل الابْنَين | " نَدِمَ" |
" نَدِمَ" μεταμεληθεὶς في الكتاب المقدس |
يونان وَ نَدِمَ اللهُ عَلَى الشَّرِّ |
*حب من بُعدٍ اخر* |