لم يكن فيها أبرار (18: 23)
توسل إبراهيم كثيرًا للرب في محادثة طويلة حتى لا يهلك المدينة، قائلاً: «أفتُهلك البار مع الأثيم؟»، ظانًا أن فيها على الأقل خمسون بارًا، والرب يرد عليه بأنه إن وجد أقل عدد من الأبرار لن يهلك المكان. وأخذ إبراهيم يتكلم مع الرب، لعل عدد الأبرار أقل من الخمسون أو أربعون أو ثلاثون، إلى أن وصل العدد إلى عشرة. وفى كل مرة يؤكد الرب أنه لا يوجد فيها هذا العدد. وكانت هذه صدمة محبطة لإبراهيم أن المدينه لن تنجو إذ لا يوجد فيها أبرار!!
أليست هذه صورة لعالمنا، الذي فيه «أحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة».. ما أعظم البر.. إنه «يرفع شأن الأمة، وعار (ودمار) الشعوب الخطية» (أمثال 14: 34). وإن كان الكتاب يعلن أنه «ليس بار ولا واحد»، لكن الخبر الحلو أن المسيح هو بر كل من يحتمي فيه، وغطاؤه ونجاته. «فإذا كما بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة، هكذا ببر واحد (المسيح) صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة» (رومية 5: 18). وكيف نحصل على هذا البر الذي ينجى حياتنا: «فإذ قد تبررنا بالإيمان؛ لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح» (رومية 5: 1)