«سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ،
الْمَأْسُورَيْنِ مَعِي، اللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ،
وَقَدْ كَانَا فِي الْمَسِيحِ قَبْلِي»
(رومية16: 7)
لاسميهما دلالة ملحوظة: وبالتأمل في معنى اسميهما بالارتباط مع ما قاله عنهما الرسول بولس نجد تمام الموافقة والانطباق. “يُونِيَاس” معنى اسمه “شاب” أو “فتى”وهو ما رأيناه في معرفة المسيح وتسليم الحياة للرب مبكرًا. و“أَنْدَرُونِكُوس” معنى اسمه “رجل منتصر” أو “رجل الانتصار”. وفي الحقيقة إن ضبط النفس والتعفف والتعقل هو النصرة الكبرى الحقيقية. وإن أعظم انتصار هو أن يكون الانسان مالكًا روحه، ضابطًا نفسه، كابحًا لجماح الشهوات الطبيعية، فلا يُعطي فرصة للعواطف الجسدية أن تظهر، وتكون كل شهوة ورغبة عنده مُستَأْسَرة لطاعة المسيح.
والشخص القوي المنتصر هو الذي له السلطان والسيطرة والسيادة على ذاته. ومَنْ لا يستطيع أن يضبط نفسه وينتصر على رغباتها ويتغلب على حبها للمَلَذَّات فهو مغلوب دائمًا: «مَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً». وعلى النقيض من ذلك: «مَدِينَةٌ مُنْهَدِمَةٌ بِلاَ سُورٍ الرَّجُلُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى رُوحِهِ» (أمثال16: 32؛ 25: 28). وكم من جبابرة قهروا ممالك ولكنهم انهزموا في محاولة ضبط أنفسهم! ولكننا نعتقد أن “أَنْدَرُونِكُوس” كان اسمًا على مُسَمَّى؛ “رجلاً منتصرًا”، فمارس ضبط النفس والحكم على الذات في حياته، كمؤمن بالرب يسوع المسيح.
وكل مؤمن مسيحي هو في الحقيقة في سباق وجهاد روحي دائم، يسعى نحو الهدف، منتظرًا نوال الجائزة السماوية (عبرانيين12: 1؛ فيلبي3: 14)؛ فيجب عليه أن يضبط نفسه في كل شيء ويقمع جسده ويستعبده (1كورنثوس9: 24-27) مُعتَمِدًا اعتمادًا كاملاً على الروح القدس فينا (غلاطية5: 22، 23)، والمسيح في السماء لأجلنا (فيلبي4: 13).
وباقتران اسم “أَنْدَرُونِكُوس” (القوة) مع اسم “يُونِيَاس” (شاب)، نجد صفة مباركة يا ليتنا نتحلى بها: «كَسِهَامٍ بِيَدِ جَبَّارٍ هَكَذَا أَبْنَاءُ الشَّبِيبَةِ» (مزمور127: 4). نعم، يا ليتنا جميعًا نكون كذلك!