منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 10 - 2023, 12:04 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632



مزمور 116| الضيقة والخلاص


الضيقة والخلاص

اكْتَنَفَتْنِي حِبَالُ الْمَوْتِ.
أَصَابَتْنِي شَدَائِدُ الْهَاوِيَةِ.
كَابَدْتُ ضِيقًا وَحُزْنًا [3].

جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "لأن أوجاع الموت قد اكتنفتني، وشدائد الجحيم أصابتني".
ليس من وجه للمقارنة بين متاعب الجسد مهما اشتدت ومتاعب النفس، فقط تدفع الإنسان أحيانًا إلى اشتهاء الموت ولا يجده.
لا ندهش إن كان المرتل وهو رجل الله يشعر أحيانًا أنه ليس واقفًا على جبلٍ عالٍ، بل يئن لأنه يسلك في وادي ظل الموت. ما يعنيه المرتل هنا بحبال الموت وشدائد الهاوية التعبير عن حالة الضيق والحزن والمرارة التي يعاني منها المرتل.
يقارن القديس أغسطينوس بين حياة الإنسان وهو متغرب عن الرب في تيهٍ وضلالٍ، فيحسبها أيامه، وبين حياته في الرب حين جاء السيد في ملء الزمان وردنا إليه، فيحسبها أيام الرب.
في أيام الإنسان يلهو بملذات العالم، وفي الحقيقة يسقط في فخ الهاوية وهو لا يدرى، ويصيبه الموت الأبدي، وهو يظن أنه يسعد بالحياة. أما في أيام الرب، فيتمتع المؤمن بالحياة الجديدة، ويتحرر من شدائد الهاوية.
* أيامي تختلف عن أيام الرب. إنني أدعو هذه أيامي التي فيها تجاسرت بنفسي أقمتها لنفسي، والتي فيها هجرته... استحققت السجن، أي تقبلت ظلمة الجهالة وقيود الموت...
في أيامي هذه "اكتنفتني حبال الموت، أصابتني شدائد الهاوية". ما كان للآلام أن تكتنفي، لو لم أضل عنك. الآن قد اكتنفتني، فلم أعد أجدها وأنا أتلذذ بترف العالم، حيث خدعتني بالأكثر شباك الهاوية.
القديس أغسطينوس
* يبدو لي أن أوجاع الموت هي الأفكار الشريرة. عندما تفكر النفس أفكارًا فاسدة، تشتاق إلى الخطية، وعندما تخطئ يكون الموت حالًا... إن كانت الخطايا دومًا في طريقنا، فلنركض سريعًا حتى لا تلحق بنا...
"كابدت ضيقًا وحزنًا". لا يسعى القديس نحو الراحة بل نحو التعب؛ إنه يعرف "أن الضيق ينشئ صبرًا، والصبر تزكية، والتزكية رجاءً، والرجاء لا يُخزي" (رو 5: 3-5)... فإن كلمتك المُرة كانت لي للفرح والبهجة (راجع إر 15: 16). في هذا العالم لا أطلب سوى الضيق، لكي أنال السعادة والراحة في العالم التالي... إذ خرج شعب الرب من مصر جاء إلى مارة التي تعني مرارة، ومن مرارة إلى سيناء التي تعني تجربة. مرة أخرى يقول إرميا: "جلست وحدي لأني امتلأت مرارة" (راجع إر 15: 17).
القديس جيروم
* حبال (مخاض) الموت هي شهوات النفس نحو فعل الخطية، لأن يعقوب الرسول أخ الرب يقول في رسالته: "الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كملت تنتج موتًا" (يع 1: 15). وأيضًا للجحيم شدائد وأبواب. فالشدائد هي الهواجس الجاذبة للخطية، وأما أبوابه فهي الخطية نفسها.
الأب أنسيمُس الأورشليمي


وَبِاسْمِ الرَّبِّ دَعَوْتُ:
آهِ يَا رَبُّ نَجِّ نَفْسِي [4].

وسط الضيق الشديد لا يجد المؤمن سندًا حقيقيًا يعنيه سوى الالتجاء إلى الله.
يقول القديس جيروم إنه جاءت كلمة "آه" في العبرية Anma والتي تعني "أتوسل وأتضرع". إذ يعاني النبي من ضيق خطير وحزن يستخدم أسلوب التضرع والتوسل.
يرى القديس أغسطينوس أن المرتل أدرك أنه في ضيق وحزن، ليس فقط بسبب متاعب الحياة، وإنما حتى بملذات الحياة الزمنية ومقتنياتها. فإنه إذ ينال شيئًا زمنيًا، يخشى أن يفقده، فيحل به الحزن. لقد دعا اسم الرب ليحرره من الاتكال على العون البشري والتمتع بالملذات الزمنية، وبهذا يحيا في الحرية. إنه يليق بشعب الله المقدس أن يدعو اسم الرب للتمتع بهذه الحرية، وإذ يسمع الوثنيون ذلك يكتشفون أنهم في ضيق وحزن، فيدعون هم أيضًا اسم الرب.
* بعد أن وجدت ضيقًا وحزنًا "باسم الرب دعوت"... ظننت أنني أفرح وأتهلل بعون الإنسان الباطل. لكنني إذ سمعت من ربي: "طوبى للحزانى لأنهم يتعزون" (مت 5: 4)، لم أنتظر حتى أفقد تلك البركات الزمنية التي أفرح بها وعندئذ أحزن، إنما صرت مهتمًا ببؤسي نفسه الذي جعلني أفرح بمثل هذه الأشياء، والتي أخشى أن أفقدها ومع ذلك لم أستطع أن أحفظها... وهكذا "باسم الرب دعوت. آه يا رب نجِ نفسي".
القديس أغسطينوس




الرَّبُّ حَنَّانٌ وَصِدِّيقٌ،
وَإِلَهُنَا رَحِيمٌ [5].

كلمة "صديق" أو "بار" هنا وهي تخص الله إنما تعني عدل الله الذي ليس فيه ظلم أو إجحاف.
إن كان الله يسمع صوت تضرعاتي ويميل أذنه إليّ كأب يحنو على ابنه، يود أن ينتشله من شباك الموت، فهو إله حنان وصدّيق (بار) ورحوم. في حنانه هو بار أو عادل، وفي عدله يؤدب لكنه يرحم. لا يمكن عزل رحمته عن عدله.
حقًا الله عادل، ولا يستطيع أحد أن يتبرر أمامه. لكنه حنان ورحيم، يحوط عدله بالحنو والرحمة، يسبقه الحنان وتلحقه الرحمة، كما على اليمين واليسار. فمع تقديرنا لعدله يلزمنا أن نلجأ إلى حنوه ورحمته بالتوبة. إنه يطيل أناته على الإنسان في حنوٍ، وإذ لا يرتدع بالحنو يؤدب، وفي تأديبه ينتظر لكي يقبله كابنٍ له.
يقول القديس أغسطينوس [يبدأ بالحنو، لكنه يؤدب، ويقبله، لأنه "يجلد كل ابن يقبله" (عب 12: 6). فجلداته لي ليست مُرَّة، مادام قبوله لي حلو.]
* منتصر هو ذاك الذي يترجى نعمة الله، وليس الذي يعتمد على قوته الذاتية. لأنه لماذا لا تعتمد على النعمة، مادام لك ديان رحيم في الصراع؟ "الرب حنان وعادل، وإلهنا رحيم" (مز 116: 5 LXX). يُشار للرحمة مرتين، أما العدل فمرة واحدة. العدل في الوسط وتحوط به أسوار الرحمة من الجانبين. الخطايا مفرطة، لذا فلتكن الرحمة مفرطة. مع الرب يوجد فيض من كل القوات، إذ هو رب القوات. مع هذا لا توجد عدالة بدون رحمة، ولا يوجد عدل دون ممارسة الرحمة، لذلك كُتب: "لا تكن بارًا كثيرًا" (جا 7: 16).
ما هو فوق القياس المطلوب لا تقدر أن تحتمله، حتى وإن كان صالحًا. احفظ القياس فتنال حسب القياس.
القديس أمبروسيوس
* لتنخس أذنيك أيها الخاطي، فإن الرب رحيم، ولكن لتحذر فإنه في الكلمات التالية يقول إنه عادل (صديق أو بار). وبالرغم من ذلك فإن الرب رحيم وعادل على حد سواء... رحيم مع الخطاة، وعادل مع الصالحين.
القديس جيروم


الرَّبُّ حَافِظُ الْبُسَطَاءِ.
تَذَلَّلْتُ فَخَلَّصَنِي [6].

جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "الذي يحفظ الأطفال هو الرب. اتضعت فخلصني".
كلمة "حافظ" هنا لا تقف عند الحراسة والحماية، لكنها تعني الحنو والاهتمام والرعاية الإلهية.
كلمة "البسطاء" وردت في المزامير ثلاث مرات وفي الأمثال 13 مرة وفي حزقيال مرة واحدة. وهي تحمل معنى البساطة ووردت مرة واحدة بمعنى الغباوة أو الجهل في أمثال 9: 6. يرى البعض أنها تشير إلى الصغار أو الأطفال العاجزين على تدبير أمورهم بأنفسهم وحماية أنفسهم، والبعض يرى أنها تشير إلى الضعفاء في الفكر، الذين ليس لهم قدرة فكرية أو تعقل لتدبير حياتهم. كل إنسان في الحقيقة إن تأمل نفسه يدرك أنه ضمن فئة البسطاء العاجزين عن تحقيق اشتياقاتهم بأنفسهم دون العون لإلهي.
"فخلصني" تعني "أنقذني" أو "أعانني" وهو تناسب الذين يعانون من مرض أو فقر أو ظلم أو تجربة أو إحباط أو ظلمة روحية.
يرى الأب أنسيمُس الأورشليمي أن المرتل يتطلع إلى الجنين الذي في بطن أمه، حيث لا حول له ولا قوة، يرعاه الله ويهتم وهو في الرحم، وأيضًا حين يخرج إلى العالم. هكذا من يشعر بضعفه وعجزه ويتكل على الرب، فالرب يحفظه ويخلصه.
* كيف لا يحفظ الرب الصغار، مادام يجلد أولئك الذين عندما يصيروا بالغين ويطلب أن يجعلهم ورثة. لأنه أي ابن لا يؤدبه أبوه؟ كنت في بؤس وأعانني، لأن الألم الذي يسببه الطبيب بمشرطه ليس عقوبة بل هو صحيَّ.
القديس أغسطينوس
* "الرب يحفظ الصغار". إن انتفخ إنسان عظيم بالكبرياء، فالرب ليس حافظًا له. إن ظن أحد أنه مهم جدًا، لا يترفق الرب به. إن تواضع أحد، فالرب يتحنن عليه ويحميه...
"تذللت فخلصني" تفهم بطريقتين: إما أخطأت وهو خلصني، أو عندما تكبرت تواضع هو وخلصني.
القديس جيروم
* الذين هم قلة في الجسم، والذين هم حكماء في العالم، إذ يتخلون عن معرفتهم... يصيرون كالأطفال الصغار (البسطاء) بكامل حريتهم، ويتعلمون الحكمة التي لا يُمكن اقتنائها بالجهاد الدراسي .
القديس إسحق السرياني
* أما الذين هم أطفالٌ صغارٌ وقليلو الخبرات في القتال، فيتأذّون منه أكثر جدًا بسبب سذاجتهم الطفولية. ومع ذلك فبقدر ما يطلبون الرب بإخلاصٍ لا يخسرون معاركهم مع الشيطان، ولا يرزحون تحت نيره، لأنه مكتوبٌ: "حافظ الأطفال هو الرب" (مز 116: 6 الترجمة السبعينية). ففي الحقيقة إنّ الدرع السماوي الذي يرتديه المسيحيون هو الذي يحاربون به سرًّا في داخل نفوسهم كشخصٍ مقابل آخر. إلاّ أنّ الذين يحاربونهم يعتادون على القتال في أوقاتٍ معينة، وبعد هذه الصراعات يخلد الإنسان إلى الطمأنينة، ويستقر مرةً ثانيةً في وطنه الذي يذوق فيه طعم الهدوء والسلام .
القديس مقاريوس الكبير
* ”اتبع التوسط في الأمور. تناول غذاءك كل عشية، وإن دعت الضرورة لمرضٍ أو أي عارضٍ، فاسلك حينئذ كما يقتضي الحال. وإن لزم أن تتجاوز الوقت المحدد للأكل فلا تحزن، وإن لزم أن تأكل في يوم غير مسموح فيه لك بذلك فافعل لأننا لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة. وإذا أكلت فلا تملأ بطنك ولاسيما من الأطعمة الحنجرانية (أي اللذيذة)، وأحب دائمًا الأطعمة الأقل لذّةً. واحرس قلبك، لأن النبي يقول: "ذبائح الله هي روح منكسرة، القلب المنكسر والمنسحق لا يرذله الله" (مز 51: 17). وقال أيضًا: "تذللتُ فخلَّصني" (مز 116: 6). ويقول الله بلسان إشعياء النبي: "إلى هذا أنظر، إلى المسكين والمنسحق الروح، والمرتعد من كلامي" (إش 66: 2). فاجعل يا بنيَّ اتكالك كله على الرب: "سلِّم للرب طريقك، واتكل عليه، وهو يُجري، ويُخرج مثل النور برّك، وحقك مثل الظهيرة" (مز 37: 5-6)".
القديس أثناسيوس الرسولي
* قال ناسك: "إننا محتاجون قبل كل شيء إلى التواضع". لماذا قال هذا، ولم يقل إننا محتاجون قبل كل شيء إلى ضبط النفس، مع أن الرسول يقول: "كل من يجاهد، يضبط نفسه في كل شيء" (1 كو 25:9)؟ أو لماذا لم يقل إننا محتاجون قبل كل شيء إلى مخافة الرب، إذ يقول الكتاب المقدس: "مخافة الرب رأس المعرفة" (أم 7:1)؟ أو لماذا لم يقل إننا محتاجون قبل كل شيء إلى الرحمة أو الإيمان، حيث قيل: "بالرحمة والحق يُستر الإثم" (أم 6:16)، و"بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه" (عب 6:11)؟
لماذا ركز الناسك على التواضع وحده، تاركًا هذه جميعها إلى جنب بالرغم من احتياجنا إليها؟ إنه بهذا يُظهر لنا أنه لا يمكن لمخافة الرب أو الرحمة أو الإيمان أو ضبط النفس أو أية فضيلة أخرى أن تنمو بدون التواضع، هذا بجانب ما للتواضع من قدرة على إفساد كل سهام العدو. فجميع القديسين سلكوا طريق التواضع، وجاهدوا فيه: "أنظر إلى ذلي وتعبي، واغفر لي جميع خطاياي" (مز 18:25)، وأيضًا: "تذللت فخلصتني" (مز 6:116).
الأب دوروثيؤس
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 42 - الكنيسة والخلاص
مزمور 1 الإنسان والخلاص
🌺 مزمور وتأمل + المزمورالأول + ( الإنسان والخلاص )
تفسير سفر المزامير - مزمور 1- الإنسان والخلاص
مزمور 42 - تفسير سفر المزامير - الكنيسة والخلاص


الساعة الآن 01:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024