رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قد سلَّطه الله على كل الخليقة، وجعله تاجًا ورأسًا لها. فدعا آدم بأسماء جميع الكائنات الحية، والله صَادَقَ على ذلك. وكانت الخليقة كلها تخضع له، وكان هو صاحب السلطان، ويُمثِّل الله في الخليقة. ورأى الله أن كل ما عمله إذا هو حسنٌ جدًّا. * وعندما أراد أن يصنع له بيتًا يعيش فيه، غرس جنَّةً في عدن، ووضع فيها كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل. هناك وضع آدم ليسكن هانئًا آمنًا ويعمل في الجنَّة ويحفظها. وعند ما رآه وحيدًا لا يجد مَنْ يحكي معه ويشاركه أفكاره واهتماماته وأفراحه وعواطفه، وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ» (تكوين2: 18). وكما خلق آدم بطريقة مُمَيَّزَة، هكذا خلق المرأة بطريقة مُمَيَّزَة إذ أوقع سُباتًا على آدم فنام وأخذ واحدة من أضلاعه، وبناها امرأة، وأحضرها إلى آدم. * وفي كل هذا برهن الله على حبه للإنسان الذي خلقه، وقصده الصالح من جهته. فقد عمل كل الخير لإسعاده، وكل ما يكفي لإشباع احتياجاته الروحية والنفسية والجسدية. وكان كل ما حوله ينطق بالعناية والرعاية والحب والاهتمام الأبوي من جانب الله نحوه. ولم يكن الله بعيدًا عنه بل كان يأتي لزيارته كل صباح، ويتفقد أحواله، ويُسعِده بالشركة والتواصل والحديث معه، كأب مسرور بابنه. * |
|