لهذا الوعد ضمانات تطمئننا، سأكتفي بالحديث عنها مِن مرة واحدة في العهد القديم، ومرة واحدة في العهد الجديد.
في إشعياء43: 1‑7، نرى الذي يقول لنا: «لا تخف» يُقَدِّم نفسه على أنه «الرَّبُّ، خَالِقُكَ»؛ أي الذي يعرف كل تفاصيلي وإمكانياتي وضعفاتي وتركيبتي النفسية. فعندما يقول «لاَ تَخَفْ» هو يُدرك أبعادها ويعنيها، ويقدِر أن يمنحني الطمأنينة، بل قُل يخلقها في داخلي، فهو من يدعو الأشياء من عدم. ثم يقول: «لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ». وقد عرفنا أن هذا الفداء قد كلَّف المسيح دمه، وبه قَدِر أن يُخَلِّصنا من أعوص مشكلة؛ أفلا يستطيع، وكذا يريد، أن يحفظنا في كل ظروفنا؟!
ثم يقول إننا مِلكه: «أَنْتَ لِي». وكل واحد يدافع عَمَّا يملك، ولا يقدر أن يأخذه منه إلا من هو أقوى منه. وبالنسبة لإلهنا ليس من هو أقوى أو أعظم منه (يوحنا10: 27‑30)؛ فلنا إذًا أن نطمئن. ثم يعرِّفنا بنفسه على أنه «إِلهُكَ قُدُّوسُ...»؛ أي إنه إلهنا الخاص واسمه ارتبط بنا، ولذا أصبحت كل أمورنا تخصه ومرتبطة به. ليتنا نعرف ذلك كما عرف كثيرون وتحصنوا بهذا (مزمور115: 1؛ 2أخبار6: 33؛ دانيآل9: 18، 19). أما دُرَّة الكلام فعندما يقول: «إذ صِرْتَ عَزِيزًا فِي عَيْنَيَّ مُكَرَّمًا، وَأَنَا قَدْ أَحْبَبْتُكَ»! فيا لمحبته التي هي أسمى ضمان. لم يُرَ مثل حبيبنا الغالي، فـ«لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ» (يوحنا15: 13). فذاك الذي أحب حتى الموت هو على استعداد أن يفعل أي شيء، وهو يقدر، لحماية أولئك الذين أحبهم.