رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسة مريم ورحـمـة الرب الحنان والرحـمة هـى من صفات اللـه تعالـى. وإن الرحـمة الإلهيـة هـى قلب الكتاب الـمقدس فمن خلال أعمال الله وتعاليـمه التى اختبرهـا شعب الله فـى العهد القديـم سواء فرديـاً أو كجماعـة، وأيضاً فـى العهد الجديـد وكيف أن الله أظهـر عِظم مـحبـتـه ورحـمته لنـا فـى تجسده وموتـه على الصليب وقيامتـه ليعـطى الحيـاة الأبديـة لكل من يؤمن بـه فيـمكننا بتلك الثقـة أن نسأل رحـمتـه تعالـى وفـى نفس الوقت يلزم أن نثبت هذا عـمليـاً بأن نرحـم نحن الآخريـن، لهذا قال يوحنـا الرسول: “بهذا قد عرفنـا الـمحبّة أنّ ذاك قد بذل نفسه من أجلنـا فيجب علينـا أن نبـذل نفوسنـا من أجل الإخوة”(1يوحنا16:3). لقد أعلن الله لـموسى فـى العهد القديـم عن ذاتـه قائلاً لـه: أن “الرب إلـه رحيـم ورؤوف طويل الآنـاة كثيـر الـمراحم والوفاء”(خروج6:34). و”لأن الرب إلهك إلـه رحوم لا يخذلك ولا يُـبيدك ولا ينسى عهد آبائك الذى أقسم به لهم”(تثنية31:4). ورحـمة الرب “جديدة فى كل صباح”(مراثى ارميا22:3). وفـى قصة شعب الله الـمختار وتعامل الله معـهم وفى تعاليم الأنبيـاء نجد أنهـا تحمل معنـى واحد كيف أن الله مملوء رحـمة،فالشعب حتى وإن خان العهد مع اللـه كان يعود يرحمهـم: –”وفعل بنو اسرائيل الشر فى عيني الرب ونسوا الرب إلههم وعبدوا البعليم والعشتاروت. فإشتد غضب الرب على اسرائيل وباعهم الى يد كوشان ….فصرخ بنو اسرائيل الى الرب فأقام الرب لبني اسرائيل مخلصـاً فخلصهـم..”(قضاة7:3-9). البعليم والعشتاروت هما أوثان كانت تُعبد – صلاة سليمان عند تدشين الهيكل (3ملوك22:8-53). – صلوات ميخـا النبي:”من هو إلـه مثلك غافر للإثم وصافح عن الـمعصيـّة لبقية ميراثـه لا يُمسك الى الأبد غضبـه لأنـه يُحب الرحـمة. سيرجع ويرأف بنـا ويدوس آثامنـا ويطرح فى أعماق البحر جميع خطايانـا”(ميخا18:7-20). – “إذ قال إنهـم شعبي حقاً بنون لا يغدرون فصار لهم مخلصاً. فى كل مضايقهم تضايق وملاك وجهه خلصّهم. بـمحبتـه وشفقتـه إفتداهم ورفعهم وحملهم كل الأيام القديـمة”(اشعيا8:63). – “وقد دعاكِ الرب كامرأة مهجورة مكروبـة الروح وكزوجـة الصبـآء إذا استرذلت قال الرب. هنيهـة هجرتكِ وبـمراحم عظيـمة أضُـمكِ. فى سورة غضب حجبتُ وجهـي عنكِ لحظـة وبرأفـة أبديـة أرحمكِ قال فاديكِ الرب”(اشعيا6:54-8). وفـى العهد الجديد إزداد هذا الإعلان عن رحـمة الله ومحبـتـه فجاءت كلـمات القديس يوحنا:”لأنـه هكذا أحبّ الله العالـم حتى إنـه بذل ابنـه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن بـه بل تكون له الحيـاة الأبديـة”(يوحنا16:3). ولهذا جاءت أيضاً كلمات القديس بطرس:”مبارك الله أبو ربنا يسوع الـمسيح الذى على حسب رحمته الكثيرة ولدنـا ثانيـة لرجاء حي بقيامـة يسوع الـمسيح من بين الأموات لـميراث لا يبلى ولا يفسد ولا يضمحل محفوظ فـى السموات لكم”(1بطرس3:1-4). وجاءت أيضاً كلمات القديس بولس:”لكن الله لكونـه غنيّاً بالرحمة ومن أجل كثرة محبته التى أحبنا بهـا. حين كنّا أمواتـاً بالزلاّت أحيانا مع الـمسيح”(افسس4:2-5). رحمة الله التى أظهرهـا لنـا الـمسيح “الله لم يره أحد قطّ. الإبن الوحيد الذى فى حضن الآب هو أخبـر”(يوحنا18:1). الرحـمة الإلهيـة كانت تعنى قوة خاصة للحب تفوق الخطيـّة وخيانـة الشعب، فعندما يرى الرب ندامة وتوبـة كان يعيد الخاطئ للنعـمة أليس هو القائل:”أليس افرائيم ابنـاً لـي عزيزاً ولداً يلذّ لـي فإنـي منذ كلّـمته لـم أزل أتذكره فلذلك حنـّت أحشائـي إليـه. إنـّي سأرحـمه رحـمة يقول الرب” (ارميا20:31). وكان كلا من الشر الطبيعـي أو الأدبـي إذا ما أصاب الإنسان أحيانـا سبباً لأن يعود الخاطـئ الى اللـه، كما فعل داود وصرخ قائلاً:”قد خطئتُ إلـى الرب” عندما أخبره ناثان النبي بالشر الآتى عليـه نتيجة خطيئـته مع إمرأة أوريـا الحثي (2ملوك 1:12-15). وكقول نحميا عن الشعب “فصبرت عليهم سنين كثيرة وأشهدتَ عليهم بروحك على ألسنة أنبيائك فلم يصغوا فدفعتهم إلـى أيدي أمم الأرض….وأنت عادل فـى كل ما جُلب علينـا لأنك بالحق عـملتَ ونحن أثـمـنا”(نحميا30:9-32). وكما صرخ طوبيـا للرب قائلاً:”فالآن أذكرنـي يارب ولا تنتقم عن خطاياي ولا تذكر ذنوبـي ولا ذنوب آبائـي لأنـا لـم نطع أوامرك فلأجل ذلك أسلـمنا إلـى النهب والجلاء والـموت وأصبحنـا أحدوثـة وعاراً فى جميع الأمم التى بددتنـا بينهـا”(طوبيا2:3-4). وكما قال الرب على لسان هوشع النبي:””إنهـم فى ضيقهـم سيبتكرون إلـيّ هلّموا نرجع الى الرب لأنـه يفترس ويشفـي يجرح ويعصِب”(هوشع1:6-2). رحـمة الرب عظيـمة فهو القائل على لسان هوشع النبي:”إنـيّ أشفى إرتدادهـم وأحبهـم تبرعـاً لأن غضبي فارقنـي”(هوشع5:14) وأيضاً ” أنظروا الى الأجيال القديـمة وتأملوا. هل توّكل أحد على الرب فخزي أو ثبت على مخافتـه فخُذل أو دعـاه فأُهـمل. فإن الرب رؤوف رحيم يغفر الخطايـا ويُخلّص فى يوم الضيـق”(يشوع بن سيراخ11:2-13). فلنسأل الرحـمة من اللـه بثقـة فهو القائل: “إسألوا فتعطوا..لأن كل من يسأل يُعطى ومن يطلب يجد ومن يقرع يُفتح لـه”(متى7:7-8). وهو أيضاً القائل:” طوبـى للرحـماء فإنهـم يُرحـمون”(متى 7:5). وهـو أيضاً “أبو الـمراحم وإلـه كل تعزيـة”(2كورنثوس3:1). ويمتلئ الكتاب الـمقدس بالعديـد من الأمثلـة على رحـمة اللـه على الخطـاة، ففى سفر التكوين وعلى الرغم من أن الله قد أخرج على الفور آدم وحواء من جنّة عَدْن بعد السقوط والعري، إلا إنـه يُذكر أنـه قد “صنع الرب الإلـه لآدم وامرأتـه أقـمصة من جلد وكساهـما”(تكوين21:3). وبدلاً من أن يعاقب الله البشريـة على الفور بعد أن رأى “الرب أن شرّ الناس قد كثُـر على الأرض”(تكوين5:6)، إنتظر 120 عامـاً قبل أن يجلب الطوفان على الأرض. وبعد الطوفان يذكر الكتاب “فتنّسم الرب رائحة الرِضـى وقال الرب فـى نفسه لا أعيد لعن الأرض أيضا بسبب الإنسان بـما أن تصّور قلب الإنسان شريـر منذ حداثتـه ولا أعود أهلك كل حـي كـما صنعت”(تك21:8) مع أنـه يُذكـر ان الرب قال من قبـل “أمحو الإنسان الذى خلقت عن وجـه الأرض” (تك 7:6). الله رحيـم فهو الذى أعلن ذلك لشعبـه: ” الربّ الربّ إلـه رحيم ورؤوف طويل الأنـاة كثيـر الـمراحم والوفـاء يحفظ الرحـمة لألوف ويغفـر الذنب والـمعصيـّة والخطيئـة”(خروج 6:34-7). وفـى حوار الله مع إبراهيـم من أجل سدوم وعـمورة وكيف انـه كان من أجل عشرة باراً أن يصفح عن المكان كله (تك 26:18-33). وشفقة الرب فـى إنقاذ لوط وأسرتـه وأخرجهـم خارج الـمدينـة (تك16:19). وفـى خطيئـة داود الـملك الذى قتل أوريـّا الحثـيّ بالسيف وأخذ زوجتـه بتشبّع زوجـة لـه، نجد أن رحـمة الله قد شملت داود بعد أن عرف خطيئـته وقال “قد خطئتُ إلـى الرب”، فنقل الرب عنـه خطيئته ومات الـمولود ولـم يـمت داود (2ملوك 12). وبنو اسرائيل وعلى الرغم من تذمّرهـم على الرب وعلى موسى وهارون حتى أن الجماعـة قالت “ليرجـما بالحجـارة” وغضب الرب وقال:”هآنذا أضربهم بالوبـاء وأقرضهم”، إلاّ ان صلاة موسى لله التى يعترف فيهـا قائلاً:” إنك أنت الرب الطويل الأنـاة الكثير الرحـمة الغافر الذنب والإثـم”، جعلت الرب يقول:”قد صفحتُ بحسب قولك”(عدد13-14). ويونان النبـي الذى ذهب ليحذّر شعب نينوى من غضب الرب، ثار وساء الأمر لديـه من رحـمة الله فقال:”أيهـا الرب ألـم يكن هذا كلامـي وأنـا فـى أرضي ..فإنـي علمت أنك إلـه رؤوف رحيم طويل الأنـاة كثيـر الرحـمة ونادم على الشر”(يونان2:4). ولهذا أعلن الوحـي على لسان صاحب الـمزامير:” هو الذى يغفـر جميع آثـامك ويشفـي جميع أمراضك. يفتدي من الفساد حياتك ويكللّك بالرحـمة والرأفـة. الرب رؤوف رحيم طويل الأنـاة وكثيـر الرحـمة. ليس على الدوام يسخط ولا إلـى الأبـد يحقـد. لا على حسب خطايـانـا عاملنـا ولا على حسب آثامـنا كافأنـا بل بـمقدار إرتفاع السماء عن الأرض عظـمت رحـمته على الذيـن يتّقـونـه. بـمقدار بُعد الـمشرق عن الـمغرب أبعد عنـّا معاصينـا. كرأفـة أب ببنـيه رئف الرب بالذيـن يتّقونـه. لأنـه عالـم بجبلتنـا وذاكرُ أنـّا تُراب”(مزمور 102). وفـى مزمور آخـر يرنـّم قائلاً:”الرب رحيم رؤوف طويل الأنـاة وعظيم الرحـمة. الرب صالح للجميع ومراحـمه على كل صنائعـه”(مزمور8:144-9). ويقول أيضاً:”من رحـمتك يارب قد إمتلأت الأرض”(مزمور64:118)، وأيضاً: “الرب حـنّان وصدّيـق وإلهـنا رحيم”(مزمور5:114)، وأيضاً “الرب بـار فـى كل طرقـه ورحيـم فـى كل أعـمالـه”(مزمور17:144). يكفـى أن نتذكـر كلمات الرب يسوع لنيقوديـموس “لأنه هكذا أحب اللـه العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية”(يو16:3) ، “أنتم من الله أيها الأبناء وقد غلبتم أولئك لأن الذى فيكم أعظم من الذى فـى العالم”(1يو4:4). صلاة: يا يسوع الحبيب، إمنحني، إذا كان ذلك موافقاً لإرادتك الـمقدسة، وبشفاعة أمي الحبيبة القديسة مريم النعمة التى أطلبهـا بحرارة وهى……….أنـا لستُ أهلاً لرحمتك بسبب خطاياي الكثيرة ولكن أنظر بعين الرضى إلى تضحيات القديسة مريم التى وهبتْ حياتهـا لخدمتِكَ، واستجب لصلواتي التى أرفعهـا إليك بثقة الأطفال وتواضعهم. اكرام: قدم خدمة للقريب حبا”بالله واقتداء بمريم نافذة: اضرمي المحبة في قلوبنا يا ام المحبة الالهية يتلى سر من اسرار الوردية-طلبة العذراء المجيدة – |
|