فكثيرون يتساءلون مثلي: إن كانت الكنائس والاجتماعات مليئة بالخدام والخادمات، وجدول خدماتهم مملوء عن آخره ومُرضي لجميع الأذواق، وهم يعرضون خدماتهم على الله بصراحة في ترانيمهم (يا رب إنني لك أكرس الحياة... جهزنا علشان تستخدمنا...)، وفي صلواتهم (افتح لنا بابًا لخدمتك... أرسلنا حالاً لكرمك...)؛ فلماذا إذاً يتزايد عدد النفوس المكسورة؟ وتكثر بالعشرات العائلات المتعثِّرة؟ ويجلس مئات الشباب في كورتهم البعيدة ولا يجدون حضنًا واعيًا يستوعبهم؟!! ولماذا نبدو وكأننا نقدم “شيكات على بياض” لله، عنوانها “أي خدمة”، وعندما يأتي وقت دفع الدفعة الأولى منها، يبرز التراجع وتظهر الأعذار، ويبدأ كل واحد منا يتنصل من التزامه.