رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سَعِيدٌ هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَرَأَّفُ وَيُقْرِضُ. يُدَبِّرُ أُمُورَهُ بِالْحَقِّ [5]. خائف الرب لا يتشبه بسيده فحسب، وإنما ينهل من شركة سماته، فيصير صورة حيَّة لمخلصه، يتسم بالرأفة والعطاء، لا لأجل منفعة شخصية، مادية أو رمزية، وإنما من أجل حبه للحق الإنجيلي. إن كانت الشريعة تمنع المؤمن من أن يأخذ فائدة أو ربا من أخيه متى كان في ضيقة واحتاج أن يقترض، ففي ظل الإنجيل يُقَدِّم المؤمن لأخيه المحتاج بفرحٍ وسرورٍ. * انظروا كم من مكافأت تُقدَّم للناس المُحبِّين: ثمر حنوهم يثبت بلا توقف، سيتحررون من التجارب، يتمثلون بالله، إذ الله رحوم، وينالون غفرانًا لخطاياهم. فوق هذا كله هذا هو معنى: "يدبر أقواله بالحكم" [5 LXX]، أي أنه سينال الانتفاع بالدفاع عنه، وحمايته، فلا تكون عليه دينونة في ذلك الحين، رحمته تسنده بدفاعٍ مُجدِ. توجد ترجمة أخرى: "يدبر أموره بالحكم"، أي أنه سيتمتع بخيرٍ عظيمٍ، ولا يكون ضحية لأية هزة، بكونه أفضل مُدَبِّر... يدعو المرتل المُدَبِّر الحكيم رحومًا، إذ يشتري الكثير بالقليل، يشتري السماء بالمال، والملكوت بالثياب، والخيرات العتيدة بخبزٍ ومشروبٍ باردٍ. أي شيء يُقارن بمثل هذا التدبير، حينما تترك أمورًا هالكة وعابرة وفاسدة لتنال هذه الخيرات العتيدة التي لن تزول، وبهذه الوسيلة تنعم حسنًا بأمان في الحياة الحاضرة؟ القديس يوحنا الذهبي الفم * لأن الرب كريم ولطيف، فإن الإنسان البار يقتدي بربه، فهو أيضًا يترأف ويرحم . القديس جيروم * ليس الغني هو من يملك ثروته ويحفظها، إنما ذاك الذي يعطي ولا يأخذ فهو سعيد. السخاء هو ثمرة النفس، والغنى الحقيقي يستقر في القلب . القديس إكليمنضس السكندري * "سعيد هو الرجل الذي يترأف ويقرض" (مز 112: 5). كم بالأكثر ذاك الذي يقرض الله على الأرض لكي يستلم مضاعفًا في الحياة الأبدية؟ فإنك عندئذ تستحق أن تقف أمام كرسي القضاء الذي للقاضي الأبدي، أمام الملائكة، ويمكنك القول بيقينٍ وبضميرٍ نقيٍ: أعطِ يا رب، فإني قد أعطيتُ. ارحمْ، فقد أظهرتُ الرحمة" . الأب قيصريوس أسقف آرل * الرجل الصالح صفته أن يتراءف ويشفق على بني جنسه وشركائه في الطبيعة البشرية، ليس بغرض الربح، بل راجيًا من الله المكافأة، لأن من يصنع الصدقة والإحسان إلى الناس يكون كمن يقرض الرب، كما قال سليمان في الأمثال، وهو يعوضه أضعافٍ كثيرة. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
|