رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنا أرعى غنمي: 3 وَأَنَا أَجْمَعُ بَقِيَّةَ غَنَمِي مِنْ جَمِيعِ الأَرَاضِي الَّتِي طَرَدْتُهَا إِلَيْهَا، وَأَرُدُّهَا إِلَى مَرَابِضِهَا فَتُثْمِرُ وَتَكْثُرُ. 4 وَأُقِيمُ عَلَيْهَا رُعَاةً يَرْعَوْنَهَا فَلاَ تَخَافُ بَعْدُ وَلاَ تَرْتَعِدُ وَلاَ تُفْقَدُ، يَقُولُ الرَّبُّ. الله الذي سمح بالتأديب الحازم لشعبه يلاطف ويتحنن، ويقيم رعاة من عنده يهتمون بهم. "وأنا أجمع بقية غنمي من جميع الأراضي التي طردتها إليها، وأردها إلى مرابضها، فتثمر وتكثر. وأقيم عليها رعاة يرعونها، فلا تخاف بعد، ولا ترتعد، ولا تُفقد، يقول الرب" [3-4]. بينما يلقي باللوم على الرعاة الأشرار، خاصة الملوك، بكونهم بددوا غنمه وطردوها [2]، إذا به يقول هنا "الأراضي التي طردتهم إليها" [3]، فمن الذي قام بالطرد: الرعاة الأشرار أم الله؟ لقد سمح الله بطردهم كثمرة طبيعية لشر الرعاة وفسادهم. علة الطرد هم "الرعاة"، والذي قام بالطرد هو الرب كتأديب لازم لخلاصهم. يؤكد الله هنا رعايته لشعبه بنفسه، كما سبق فأعلن جدعون: "لا أتسلط أنا عليكم، ولا يتسلط ابني عليكم، الرب يتسلط عليكم" (قض 8: 23). وترنم داود النبي متهللًا عندما أدرك رعاية الله له، ولشعبه، إذ قال بلسان الشعب كله: "الرب راعيّ، فلا يعوزني شيء..." (مز 23)، وأكد الرب رعايته لشعبه بنفسه في (حز 34: 1-16؛ ميخا 2: 12؛ إش 40: 11، يو 10: 1-18). خلال هذه الرعاية يتمتع الشعب بالبركات التالية: أولًا: عودة بقية الشعب من الأراضي التي طُردوا إليها. وهنا نلاحظ أمرين: أ. يجمع البقية الباقية من غنمه. ففي كل جيل توجد بقية قليلة أمينة للرب، سبعة آلاف رجل لم يحنوا ركبة لبعلٍ (رو 11: 4). هذه البقية يعمل بها ما هو أعظم مما فعله بالشعب كله! الله لا يهمه العدد، لكنه يطلب الخميرة الباقية المقدسة ليخمر بها العالم! جاء وقت لم يكن في العالم كله بقية باقية لحساب الرب سوى إبراهيم وربما معه سارة زوجته، نالا المواعيد، ومن خلالهما تباركت كل الشعوب والأمم. تحدث إرميا النبي عن البقية التي يود الله خلاصها (أصحاحات 24؛ 40-44)، وأيضًا إشعياء النبي (إش 1: 9؛ 37: 4)؛ وميخا (مي 4: 7؛ 7: 18). يقول إشعياء النبي: "لولا أن رب الجنود أبقى لنا بقية صغيرة لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة" (إش 1: 9). وتحدث السيد المسيح عن هذه البقية الصغيرة الأمينة بكونها القطيع الصغير الذي يُسر الآب أن يعطيهم الملكوت (لو 12: 1). كما تحدث عنها بكونها الخميرة الصغيرة التي تخمر العجين كله (مت 13: 33؛ لو 13: 21). هذه البقية المختارة التي لأجلها يقصر الله أيام ضد المسيح (مت 24: 22). * أنظر أن تنتمي إلى القلة المختارة، ولا تسلك ببرود متمثلًا بتراخي الكثيرين. عش كالقلة حتى تتأهل معهم للتمتع بالله، لأن كثيرين يدعون وقليلين يُنتخبون (مت 20: 16) . القديس يوحنا كاسيان وتحدث معلمنا بولس الرسول عن القلة القليلة من اليهود التي تقبل السيد المسيح في أواخر الأيام (رو 11: 25-32). ب. العودة إلى مرابض الغنم الآمنة من الأراضي التي طردوا إليها، فإنه إذ طُرد آدم وحواء من الفردوس كان الله يُعد لهما فردوسًا أعظم خلال ذبيحة آدم الثاني. تمر علينا لحظات فيها نظن أننا لا نتمتع بالمواعيد الإلهية، وأننا محرومون من كل شيء حتى من المرابض التي وهبنا الله إياها، لكن يبقى الله عاملًا، ليجمعنا معًا من أقاصي المسكونة، فنجد راحة في حضن الآب. ثانيًا: "فتثمر وتكثر": هذا هو مفتاح الأصحاح كله. فقد قُدم هذا الوعد لآدم وحواء في الفردوس، كما قُدم لإبراهيم ويعقوب اللذين من صلبهما جاء شعب الله... ماذا يعني هذا؟ أُعطي هذا الوعد الإلهي لآدم وحواء كثمرة ميثاق حب متبادل بين الله والإنسان، وتأكد الوعد من جديد حين دخل إبراهيم كأب المؤمنين في ميثاق جديد، وهكذا يبقى هذا الوعد ساريًا لكل من يقبل شروط الميثاق. ما قد حدث في أيام إرميا النبي هو أن القيادات السياسية، خاصة الملك، مع القيادات الدينية التي كادت تفقد كيانها الواقعي، وأيضًا الشعب قد كسروا الميثاق، ورفضوا العهد الإلهي، فصار عوض الوعد: "فتثمر وتكثر" الحكم الإلهي بالدمار والخراب. تعلق اليهود في ذلك الحين بآلهة الوثنيين الخاصة بالخصوبة، ظانين أن الارتباط بها يفيض عليهم بالخصوبة بالنسبة للبشر والبهائم وأيضًا النباتات، فإذا بهم يفقدون كل بركة، ويصدر الحكم "(تكون) عقيمًا" (إر 22: 20). الآن من يرد لهم الإثمار والإكثار؟ رعاية الله نفسه، إذ يتقدم السيد المسيح، كلمة الله، بصليبه ليسجل عهدًا جديدًا يوقعه بدمه نائبًا عنا، فيه نُحسب أبناء العهد، لنا روح الطاعة للآب... فننعم بالوعد الإلهي: "فتثمر وتكثر". لقد أثمر القديس بولس البتول باتحاده بالسيد المسيح، فصار له بنون كثيرون، ولدهم في قيوده بالإنجيل (1 كو 4: 15؛ فل 10)، يشاركونه المجد الأبدي والميراث السماوي. ثالثًا: مع تأكيده رعايته الشخصية لغنمه يقول: "وأقيم عليها رعاة يرعونها" [4]. إن كان قد ألقي باللوم على الرعاة الأشرار الذين عوض رعايتهم للشعب بددوهم، فإن الشعب أيضًا هو المسئول. إنهم إذ يسلكون في العصيان بإصرار يرسل الله رعاة حسب قلبهم، فإن رجعوا بالتوبة إليه يرسل لهم رعاة يرعونهم ولا يبددونهم. إنه يوجد تأثير متبادل بين الشعب والرعاة. رابعًا: إذ يستلم الله رعاية شعبه بنفسه، ويعمل أيضًا خلال رعاة يقيمهم للرعاية لا للتبديد، ينتزع عن الشعب الخوف والرعدة ولا يعودوا يُفقدون: "فلا تخاف بعد، ولا ترتعد، ولا تُفقد، يقول الرب" [4]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | وأنا أجمع بقية غنمي من جميع الأراضي |
أنا أرعى غنمي وأربضها |
قال لهُ أرعى غنمي |
أنا أرعى غنمى وأربضها |
أنا أرعى غنمى وأربضها |