القمص ميخائيل إبراهيم
ما أحلى حياة التجرد التي كان يعيشها هذا الأب القديس. ولعلى لا أتجاوز إذا قلت إنه من بين أسباب شفافيته وعمق روحانيته، هذه الحياة التي كان يحياها.. ومن أجل هذا، كان دائما فرحًا فرح الروح، ذلك الفرح يخترق قلوب الآخرين. ويعطيهم من فرحه فيفرحون معه. وما أحلى كلمته المأثورة عن [لقمة العيش، هدمة الخيش]! يقولها ببساطة عجيبة متناهية، تجعلنا نحس تمامًا بصدقها، وتحلو أمامنا حياة التجرد في هذا العالم العجيب، المملوء بالأطماع..
كان إذا قابل ابنا من أبنائه، يرشم جبهته بعلامة الصليب، ثم يمد يده بالتحية والسلام. ويضع يمينه على كتف ابنه، ويضمه إلى صدره المحب. وبصوته الهادئ الرزين الذي يفيض أبوة حقة، يقول له عبارته المشهورة: [إزيك يا حضرة الأخ].
وكان كل ابن من ألوف أبنائه يعتقد ويؤمن أنه الابن الوحيد الذي يحظى بكل اهتمام ورعاية وحنان أبينا القديس القمص ميخائيل.
صبري عزيز مرجان