رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعالوا نرنّم للربّ
ينتمي هذا المزمور إلى ليتورجيّة السبت، وموضوعه مملكة يهود. وهو لا يرتبط برجاء الدينونة، بل يقوم داخل تجديد العهد فيبدو قريباً من مز 50 ومز 81. بعد أن يصوّر مناخ الفرح والعيد، يقدّم تنبيهاً قاسياً: "لا تقفوا قلوبكم كما عند مريبة". يذكر القسم الأول (آ 1- 7 أ) العيد، ولا يقول أي عيد. عيد المظال، أو عيد السنة الجديدة. وينحصر السيناريو في نداءين يتبعهما سببان يدعواننا إلى المديح. في النداء الأول يُدعى الشعب كي يهتف ليهوه الملك بصوت الهتاف. هو شكر واعتراف الفرح، لأن قدرة الله تشكّل عربون الخلاص. الربّ صخر لا يتزعزع. وهو يقاوم هجوم البحور الهائجة. وسبب هذا الابتهاج لدى شعب العهد المنتصر، هو قدرة الله الملك. أقرّت به الحاشية السماويّة ملكاً، فبدا سائداً بعظمته السامية، وما عاد لشعبه أن يخاف شيئاً. أما موضع ملك الله فحدوده حدود الكون، من أعماق الأرض إلى قمم الجبال. وهكذا يكون بنو إسرائيل في يده أينما كانوا. أجل، الأرض والبحار تخصّ الله، وهذا ما يذكّرنا بالصراع الأولاني ضد الوحوش البحريّة. وهكذا يأتي النظام بعد الفوضى والربّ هو الذي جبل الأرض بيده، كما الفخاريّ جرّته. والنداء الثاني يتوجّه إلى شعب العهد الذي يطلب السجود أمام ملكه (آ 6) الذي صنعه. فهو مدين بوجوده للرب الذي قال: "أكون لهم إلهاً ويكونون لي شعب". وصورة القطيع تدلّ على شعب يبقى مصيره في يد الله. كل هذا يدعو بني إسرائيل إلى الثقة بالربّ والاندفاع في خدمته. ويبدأ التنبيه في القسم الثاني (آ 7 ب- 11). خطبة قاسية تبدو بشكل جواب أمام إكرام الشعب وما فيه من حماس. فكأننا نسمع كلام يسوع: "ليس الذين يقولون لي: يا رب، يا رب، يدخلون ملكوت السماوات، بل الذين يعملون إرادة أبي الذي في السماوات" (مت 7: 21). هكذا يذكّر الرب شعبه بشروط العهد. ولفظة "اليوم" تدفعنا إلى التزام حاضر، وهي لا تقبل أي تباطؤ أو تأخّر. تعالوا نرنّم للربّ. نهتف لخالقنا ومخلصنا. بهذه الكلمات كانت تستيقظ المؤمنات والمؤمنون لصلاة الليل يدعو الواحد الآخر ليخرج من ثقل النوم إلى موعد التسابيح والترانيم يدعو الواحد رفيقه ليترك ضعفه وتخاذله، ليذهب إلى لقائك يا ربّ يدعوه ليدخل إلى المكان المقدّس، إلى بيتك، يا الله، وكأنه يدخله للمرة الأولى. أنت تدعونا للسجود أمامك، أيها الإله العظيم القدير تدعونا نحن شعبك وغنم مرعاك، وأنت تهتمّ بنا تدعونا لترحمنا رغم قساوة قلوبنا وغلاظة ضمائرنا تدعونا فنقول: تعالوا... هل نتأخّر ونترك نعمتك تتجاوزنا ولا نستفيد منها. تقول: تعالوا. فجئنا نسمع صوتك يا رب تقول: تعالوا. فجئنا نهتف لك ونرفع إليك المديح تقول: تعالوا. فجئنا نقدّم قلوباً مفعمة بالندامة والمحبة تقول: تعالوا. فجئنا إليك بالفرح أيها الربّ العظيم، ونريد أن يظهر فرحنا عبر نشيدنا وعبر ترنيمنا يدعو الواحد الآخر: تعالوا نرنّم للربّ. تعالوا نرنّم للربّ، نهتف لخالقنا ومخلصنا. نتقدّم أمامه بالحمد، ونهتف له بالتراتيل. ينادينا الكاهن من داخل المعبد يوم العيد: تعالوا. تعالوا، ادخلوا هيكل الربّ، فتسمعوا كلامه وتروا عظائمه تعالوا، هي نعمة عظيمة، أنت تدعونا ونحن نأتي إليك. في الماضي كان الوثنيون يفعلون المستحيل للتقرّب من آلهتهم وأوثانهم ونحن لا نزال اليوم نحاول المحاولات للتقرّب من كبار نحسب خلاصنا عندهم ولكن الوثن ليس بشيء ولا إله إلا الإله الواحد، ولكن البشر ضعفاء مثلنا لا يستطيعون أن يخلّصوا نفوسهم، فكيف لهم أن يخلّصونا. أما أنت يا ربّ، فأنت من يدعونا ويقول لنا: تعالوا بل أنت تأتي إلينا، لبستَ جسداً يشبه جسدنا في شخص يسوع المسيح تقول لنا: تعالوا أيها المتعبون وأنا أريحكم. بعد هذا النداء، لا نريد يا ربّ أن نبقى حزانى بعد هذه النعمة العظيمة لا نريد أن نبقى عابسين متشائمين بل، سوت نرنم، ننشد، نهتف، نصفّق بالأيدي، نرقص أمامك أيها الرب فنعبّر عن فرحنا. نتقدم إليك ولا نخاف، فلا مجال للخوف أمامك أنت إله الرحمة لا إله الغضب، وإن غضبت، فعلى الخطيئة التي تقتل أما على الخاطىء فأنت الإله الرحوم الذي لا يريد موت الخاطىء لهذا نتقدّم إليك فنسكب أمامك قلوبنا وما فيها فأنت خالقنا ومخلصنا، ونحن لا نتعبّد لسواك، أنت صخرة خلاصنا ولا نلتجىء إلاّ إليك. الربّ إله عظيم وملك على جميع الالهة بيده أسافل الأرض وله رؤوس الجبال له البحر وهو صنعه ويداه جبلتا اليابسة. أيها الربّ، أنت في البدء خلقت السماوات والأرض وكل ما فيها لا إله إلاّك. وكل سلطة على الارض تخضع لك، لا إله سواك وكل قوى الجوّ والبحر والبرّ تركع أمامك أنت إله عظيم، والآلهة التي يعبدها أناس ضالون، ليست بشيء أمامك الناس يعبدون الاصنام، أما نحن فلا نتّكل إلاّ عليك الناس جهالٌ يعبدون غيرك يا الله، ونحن نصلّي لتوجّه قلوبهم إليك بروحك القدوس. حدّثنا رسولك بولس عما يقوله هؤلاء الناس الضالون: هناك آلهة في السماء، وهناك الكواكب والنجوم يعتبرها الناس انها تسيطر على مصيرهم وتوجّه حياتهم ويقولون أيضاً: هناك آلهة على الارض، هم ملوك الارض ورؤساؤها والقوى المسيطرة التي يعتبرها الناس أرباباً. أما نحن، فأنت إلهنا الواحد، أيها الآب الذي منه كل شيء ونحن إليه أما نحن فأنت يا يسوع ربنا الأوحد الذي به كل شيء ونحن بك خُلقنا. أنت يا رب خلقت كل شيء، وكل شيء في يدك أسافل الارض التي قالوا إنها مركز الشر، بقدرتك يا ربّ تخضعها أما قلت لنا يا يسوع بواسطة تلاميذك: رأيت الشيطان ساقطاً من السماء كالبرق رؤوس الجبال التي كانوا يعتقدون أنها مسكن الآلهة فيبنون فيها المعابد، صارت موطئاً لقدميك. مهما ارتفعت الجبال تبقى تحت رحمتك ونحن ننقلها ونرميها في البحر هذا إن كان في قلبنا حبة خردل من الايمان، قليلٌ من الايمان. مهما ارتفعت الجبال لا تقدر أن تزاحم جبلك المقدس حيث جعلت لك مقاماً. أنت يا رب خلقت كل شيء... لك البحر وأنت صنعته البحر الذي خافه أهل البر... البحر الواسع الأطراف، الذي لا حدّ له. أنت خلقته بكلمة من فيك، وأنت تحفظه في الوجود بنظرة عطف منك لا عظمة أمام عظمتك يا الله، ولا قوّة أمام قوتك يا خالقنا ومخلصنا لهذا نهتف لك ونرنم: أنت أعطيتنا الحياة، ولكننا صرنا إلى الموت، فخلّصنا وأعد إلينا الحياة. تعالوا نسجد ونركع له وننحني أمام الذي صنعنا هو إلهنا ونحن شعبه، غنمه الذي يرعاه بيده. يدعونا الكاهن من الداخل: أدخلوا الهيكل واسجدوا أمام الله تعالوا وأدّوا له خضوعكم نحن نركع أمام ملوكنا، وننسى أنك ملك الملوك ورب الأرباب أنت صنعتنا كما صنعت العالم، وجبلتنا كما جبلت الارض اليابسة خلقتنا يوم خلقت السماوات والارض، فخلقتنا بالعظمة والحسن والجمال خلقتنا على صورتك ومثالك وأعطيتنا أن نسود باسمك ونحن نسود على طير السماء وسمك البحر وحيوان البر. خلقتنا لأنك أحببتنا، لأنك الحبّ، خلقتنا لأنك تريد أن تشرك البشر في حبك وعطائك خلقتنا، وأعطيتنا الحياة، ففضّلنا الموت على الحياة عصينا أوامرك فأدخلنا الخطيئة إلى العالم كبذرة للموت في العالم خلقتنا لنكون شعباً واحداً في المحبة، ولكننا تهنا، ضللنا كالغنم التي لا راعي لها وخطئنا لذلك خلقتنا مرّة ثانية يوم حملت إلينا الخلاص والحياة من جديد. أرسلت إلينا أنبياء يكلّموننا باسمك، أرسلت إلينا رعاة يرعوننا فلا نتيه. ولكننا تهنا وخطئنا وأرسلت إلينا في تمام الازمنة ابنك الوحيد ليعيد إلينا الحياة والنعمة أرسلت إلينا يسوع المسيح، آدم الجديد، آدم الروحاني بعد آدم البشري أرسلت إلينا يسوع المسيح الروح المحيي، بعد أن كان آدم نفساً حية في جسم ترابي بالمسيح صرنا خليقة جديدة بعد أن زال القديم، بالمسيح صالحتنا معك وأعدت خلقنا من جديد، لهذا نهتف لك بالهتاف وننشد لك الأناشيد. إسمعوا اليوم صوته يقول: لا تقسّوا قلوبكم كما عند مريبة كما في ذلك اليوم عند مسّة في البرية حيث امتحنني آباؤكم واختبروني مع أنهم شاهدوا أعمالي أربعين سنة فكرهت هذا الجيل وقلت فيهم: هم شعب قلوبهم في ضلال، وهم لا يعرفون طرقي حتى أقسمت في غضبي: لن يدخلوا أرض راحتي. جيل كامل من الناس عاش معك والبرية يا ربّ أربعين سنة عاينوا أعمالك وعجائبك وما زالوا يتساءلون أطعمتهم المن خبزاً يقيتهم، وأرسلت إليهم طير السلوى من السماء حلّيت لهم المياه المرة، أخرجت النبع من الصخر، وما زالوا يقولون: هل يقدر الله؟ ارتابوا بقدرتك عند مياه مريبة، ونسوا معجزاتك عند مياه مسّة لذلك كرهتَ هذا الشعب، وكدت تقضي عليه لولا صلاة الابرار فيهم وجعلت ذلك الجيل يتيه فما دخل أرض الميعاد، ما دخل أرض إقامتك، أرض راحتك. أما حان لنا أن نسمع يا رب، ونتّخذ من تلك الأحداث عبرة لنفوسنا عاملت آباءنا بالحسنى، فأنكروا جميلك ونسوا أعمالك فعاقبتهم وهذا ما يمكن أن يحصل لنا جبلتنا فرداً فرداً، وخلقتنا شعباً، وأعطيتنا مُلكاً نسوسه باسمك ولكننا لم نسمع، ولكننا شككنا بك ولم نثق بقدرتك توكّلنا على البشر كما توكّل آباؤنا على آلهة الذهب والخشب والحجر فكان لنا أن نُطرد من أرض راحة الربّ، ونصبح غرباء في أرض غريبة. ومع ذلك لا يزال كلامك يهتف في أعماقنا: لا تقسّوا قلوبكم، عودوا إليّ فأَعود إليكم تحذّرنا لئلا يتغلّب الشر في قلوبنا فنبتعد عنك تدعونا إلى المخافة: لا تتأخروا ما دام وعد الدخول إلى الراحة قائماً تنبّهنا وتقول لنا: هم لم ينتفعوا بما سمعوا من كلام. نحن يا رب نريد أن ننتفع، نريد أن نسمع، لا نريد أن نقسيّ قلوبنا نخاف أن نقرع الباب: فتقول لنا: لا أعرفكم نخاف بعد أن خسرنا أرض راحتك وهي أرض يمكن أن نسترجعها، أن نخسر الحياة الأبدية، وأية خسارة هي تلك الخسارة. أرجعنا يا ربّ عن ضلالنا، وعرّفنا إلى الطريق الموصلة إليك نريد اليوم أن نسمع ونعمل أعطنا آذاناً تسمع وعيوناً ترى وقلوباً تفهم وتعال إلينا وخلصنا |
|