رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
للرحمة والعدل نشيدي
يبدأ المزمور بالرحمة والعدل، بالتضحية والامانة والدينونة. نحن أمام ما يقوم به الملك من أعمال وكلها تعود إلى مجد الله. ولكن من يطلق النشيد؟ أحد المؤمنين أمام الملك. اهتمّ الملك بأن يؤدّي حساباً لله عن تدبير مملكته. وهكذا تذكّر زيارة بروتوكوليّة من الله إلى القصر الملكي، وكأن الله الذي هو الملك الحقيقيّ في شعبه، جاء يتفقّد مملكته. إعتدنا أن نرى الملك يقوم بزيارة إلى الله. والآن ها هو الله يقوم بزيارة للملك. فالملك الأشوري جعل معبداً للاله أشور داخل قصره، وكان الاله يأتي ويجلس فيه. أيكون أن الله اعتاد أن يزور "مسيحه" مرّة كل سنة؟ خلال مجيء الربّ هذا، قدّم الملك نفسه على أنه الوكيل المثالي (آ 2)، صاحب القلب الكامل، الملك الحكيم الذي يعرف كيف ينظّم أمور بيته، أمور مملكته. فارتاح الله إلى طريقته في العمل. ويوضح الملك في الخاتمة (آ 8) الموضوع الذي تكلّم به: أن يقيم العدالة في البلاد. لهذا فهو سيزيل الظالمين والذين لا تقيم شريعة الله في قلبهم. كل هذا يتمّ في الصباح، مما يدلّ على أن الملك شمّر عن ساعده، وبدأ سريعا ينفِّذ أوامر إلهه من أجل شعبه. كيف يحقّق الملك هذا البرنامج؟ هذا ما يقوله جسم المزمور (آ 3- 7). لا يكون شريكَ الشرّ. بل لا يرضى به أمام عينيه، بل هو يبغضه. هو لا يعرف الشرّ، بمعنى انه لا يرافقه، لا يلازمه. وإذا أراد الملك أن لا يشارك في الشرّ، فعليه أن يختار باهتمام "وزراءه ومستشاريه". فالموظّفون الملكيّون هم المسؤولون عمّا يحلّ بالبلاد من شقاء. إذن، وعدَ الملك بأن يحيط نفسه بأناس تأكّد منهم، وثق بهم. وعد بأن لا يؤخذ بكلمات التمليق. فالادارة الكاملة تشكّل أحد عناصر رجاء ملكوت الله وانتظار عهد من العدالة. أعرف أيها الربّ أنك القاضي الرحوم والعادل، ولهذا أمدحك وأسبّحك وأعرف أنك أب يرحم أبناءه، لهذا نعترف لك ونشيد رحَمتنا في المسيح، وبرّرتنا بالإيمان، وقدّمت لنا غفران خطايانا السابقة وبعد هذا كلّه تلفّظت بحكمك العادل، فما أعظمك يا الله. أنشد للرحمة والعدل، وجميع أعمالك رحمة وعدل بمراحمك أتغنّى إلى جيل فجيل، وأعلن أنّك الإله الأمين البرّ والعدل قاعدة عرشك، الرحمة والحق يسيران أمامك أنت فخرنا وعزّنا، ونحن لا نلتمس إلاّ رضاك يا قوّة لا قوة تضاهيها. للرحمة والعدل نشيدي لك يا ربّ أرتل بتعقّل أسعى إلى الكمال حين تأتي إليّ يا ربّ بقلب سليم أسلك داخل بيتي. أنت الإله العادل، يا ربّ، تقوّم الأمور حين تنحرف أنت الإله العادل يا ربّ، توازن بين اثنين ولو كان الواحد كبيراً والثاني صغيراً، الواحد قوياً والآخر ضعيفاً أنت الإله العادل يا ربّ، تعاملنا بالاستقامة والانصاف رغم ضعفنا وخطايانا أنت الإله العادل يا ربّ، لا تظلم ولا تجور في أحكامك، بل تدين فيقبل الجميع بحكمك فكم نحن بحاجة إلى عدالة تشبه عدالتك في عالم الظلم هذا. أنت الإله الرحوم يا ربّ، والعدالة وحدها تقود إلى الجور أنت الإله الرحوم يا ربّ، تشفق علينا لأنك تعرف من أية طينة جبلنا أنت الإله الرحوم يا رب، تتعطّف وتغفر وأنت تعرف أنه لا بار بين البشر أنت الإله الرحوم يا ربّ، وأحشاؤك أحشاء أم، وقلب أب فكيف لا نأتي إليك، وكيف لا نضع كامل ثقتنا فيك. أنشد لك نشيدي، وأعدك بأن أكون عادلاً في تصّرفاتي، بأن أكون رحوماً مع الآخرين سنكون رحومين لأنك أنت الرحوم، ونعلن كلامنا بفرح لأنك تحب المعطي الفرحان عهدنا معك يحمل إلينا فضلك ويطلب منا أن نقابل الحب بالحب ونكون كاملين على صورتك أيها الآب السماوي نحن نعدك بالمحافظة على العهد، نعدك بالطاعة لك، ونلزم نفوسنا بكلام قطعناه لك. أريد أن أكون عاقلاً وحكيماً، فأسير في طريق الكمال أنت أوكلت إليّ رسالتي، وأنا أريد أن أنجح فيها، فأنت أعطني الحكمة الحقة أفهمني ما تريده منا، درّجني في خطّتك من أجلنا، عرّفني طرقك أدخلني في نظرتك إلى الأمور، فأتفقّه أعمالك وأنحني أمام تصّرفاتك. أعطني قلباً سليماً، لا تتجاذبه الأهواء، ولا تتنازعه الميول أعطني قلباً لا ينقسم، لا يكون معك وعليك في آن واحد أعطني قلباً لا عيب فيه، فأهتدي إليك، وأتدبّر أموري حسب أنوارك أعطني قلباً مستقيماً، يعمل بوصاياك، ويحفظ فرائضك وأحكامك. بعد هذا أسألك: متى تأتي إليّ، متى يأتي ملكوتك فينا متى تأتي أزمنة مسيحك كما كانت في الزمان الماضي متى تأتي فتلتقي بشعبك، وتكون لنا فلا يفترق الواحد عن الآخر تعال أيها الرب، وليأت ملكوتك فينا، في كنيستك وفي العالم واجعلنا خدّام هذا الملكوت. لا أضع اللؤم أمام عيني، أبغض أعمال المتقلّبين، فلا تعلق أبداً بي اعوجاج القلب بعيد عني، ولا أريد أن أعرف الشرّ. لا أضع أمام عيني أي لؤم، ولا أحبّ الممارسات الوثنية وما أكثرها في أيامنا أرفض أي فكر لا ترضى عنه وكل عمل تمقته كل عمل حقير، كل فكر تافه، كل كلام سفيه، لا أحبّه وأكره المتقلّبين، ولا أتعلّق بهم، لأن لا أمانة لهم ولا عهد. أريد أن أبقى مستقيماً في بيتي، في حياتي العائلية، ولهذا ألتجىء إليك أبتعد عن كل اعوجاج، لأنك تحبّ مستقيمي القلوب لا أريد أن أتعرّف إلى الشرّ ولا إلى الأشرار، لئلاّ أنجرّ إلى الشرّ معهم أرغب في أن أنزع من قلبي كل مكر، لأنك علّمتني أن الشرّ ينبع من القلب أنا مستعدّ أن أتحرّر من كل شيء، لأكون بكليّتي لك أنا مستعدّ لأن تُقطع يدي أو أفقد عضواً من أعضائي، ولا أبتعد عنك ولا أُحرم رؤية وجهك. أسكت من يغتاب الآخرين، ولا أجالس المترفّع المتكبّر ليت أمناء الأرض يقيمون معي والسالكين طريق الكمال يخدمونني. من يغتاب الآخرين أسكته، وأكون رحوماً، وآخذ جانب الغائب من يغتاب الآخرين هو وباء يحمل معه آلة القلع والدمار والهلاك إنهم ذباب يلتصق بالقريب، وأنا أطردهم عني كالذباب لهم الوقاحة والصلف، وهم أعداء كل صلاح، فلا أجالسهم ولا أسمع لهم. ولا أقبل في مجلسي المترفّع المتكبّر، الذي يسحق الآخرين من علياء كبريائه أنت يا ربّ تحط المتكبرّين عن الكراسي، وترفع المتواضعين فكيف لا أكون مثلك، فأحب التواضع والمتواضعين، وأكره التكبّر والمتكبرّين عينك يا رب على الوضعاء، فما أسعدهم ينعمون بنور وجهك وكل سعادتي أن أكون معهم. سعادتي أن أكون مع الذين يتحلّون بالأمانة، ويتصرّفون بإخلاص سعادتي أن أكون مع المتّقين لك أيها الربّ، السائرين في طريق وصاياك سعادتي أن أقيم مع السالك بلا عيب وفاعل الخير والمتكلّم بالحق سعادتي مع المؤمنين الذين عبروا في المحنة، وظلّوا خاضعين لك، عاملين بوصاياك سعادتي أن أكون معهم، لأنني أريد أن أتشبّه بهم. لا يقيم في بيتي من يعمل بمكر، ولا يقف أمام عيني من ينطق بالكذب أبيد في الصباح جميع أشرار الأرض، فينقطع من مدينة الرب كل من يفعل الأثم. الحقّ والحقيقة أضعها نصب عيني، فلا أتحمّل المكر ولا الكذب فإذا أصغى الانسان إلى كلام الكذب، كان كل أصحابه منافقين نزيل الفاسد من بيننا، نزيل الكذّاب، فتتطهّر مدينة الرب نزيل من بيننا، من أورشليم، السحرة والفجّار، وكل من أحب الكذب ونحن ننتظر أن يزول الأثمة يوم ينتهي زمن الرحمة ويبدأ زمن العدالة. منذ الصباح، حالما يطلع الفجر، نبدأ بالعمل فساعة الفجر الأولى هي ساعة بركات الله، وهي لهذا ساعة الصلاة منذ الصباح أعمل في بيتي، أعمل في مملكتي، التي هي مجتمعي الذي أعيش فيه منذ الصباح، وفي كل صباح، أختار طريقي، أختار رفاق دربي منذ الصباح أبعد كل مكر عن قلبي، وكل قباحة عن فمي، أبعد كل شر عن يدي، فكن يا ربّ بقربي وأغثني تعال إليّ، وليأت فيّ ملكوتك، وليتقدّس اسمك. وأخيراً نريد أن ننشد مع الربّ المسيح رحمتك يا الله نريد أن نسبّحك من أجل أعمالك ونعمك للبشر منذ الصباح، يلهبنا الشوق، فنكون مع مسيحك منتظرين لقاءك منذ الصباح، تأتي إلينا فتقيم في أورشليم الجديدة، حيث زال الشر. متى تأتي يا رب إلينا؟ متى تأتي لتقيم ملكوتك؟ خميرك لم يخمّر بعد العجين كله، وحين يتخمّر تجعله خبزاً لك الزؤان ما زال مزروعاً وسط قمحك، وحين تأتي تحرق الزؤان، وتجعل القمح في أهرائك نحن ننتظر يومك بفارغ الصبر، ننتظر ونعمل مع مسيحك، فنُسكت بأعمالنا فم المنافق نحن نتحمّل المحن، ونقبل الصعوبات، وقد مرّ فيها يسوع قبلنا فنسير على خطاه نحن نردّد رغم كل شيء: تعال أيها الرب يسوع، ولتكن نعمتك معنا. كنت يا يسوع ذلك المؤمن المثالي، القدوس البريء، الذي لا عيب فيه عيناك على كل الناس، أمؤمنين كانوا أم غير مؤمنين، لم أشراراً كانوا أم أبراراً يدك ممدودة إلى الجميع، وعهدك تقطعه مع كل بشر وأنت تنبّهنا إلى أمانة دائمة، وتمنعنا من الفتور واللامبالاة فننسى عهدك وأنت تريد أن تعلّمنا دوماً، المحبّة والطاعة والفرح وتفهمنا أن لا عدوّ لك إلاّ الموت، وقد دمّرته صباح القيامة فما أجمل صباحك هذا يا الله |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حلى كل صعب وشديد يا عدرا |
«الرَّب .. نشيدي» |
(مز 104: 34) فيلذ لك نشيدي |
فأنتـــ لي وَحدي |
آه يا رب وسيدي |