رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مسيحنا المصلوب! يكشف هذا المزمور المسياني عن سرّ الصليب. فهو في حقيقته نبوة عن السيد المسيح، وقد وقفتْ خاصته ضده نطلب الخلاص منه، وخانه يهوذا تلميذه بلسانه الشرير وقُبلَته الغاشة، جاءت النبوة في شكل مرثاة يُقَدِّمها المرتل على لسان المسيح المصلوب، فقد كان ناسوته حقيقي، احتمل الآلام، وفي نفس الوقت يكشف عما في داخل قلبه من جراحات، لا من أجل آلامه، وإنما من جل عدم توبة صالبيه. فقد جاء إلى العالم ليُقَدِّم نفسه ذبيحة عن البشرية. يحملنا المرتل بهذا المزمور الذي وإن كشف عن مرارة الألم إلا أنه يكشف عن عذوبة الحب حتى للمقاومين لنا. * كل من يقرأ أعمال الرسل بإخلاص يعرف أن هذا المزمور يحوي نبوة عن المسيح. يظهر بوضوح أن ما كُتِبَ هنا: "لتكن أيامه قليلة، ووظيفته ليأخذها آخر" [8] هي نبوة عن يهوذا خائن المسيح. القديس أغسطينوس يقول القديس يوحنا الذهبي الفم[2] إن هذا المزمور يُربِك الكثيرين متى أُخِذَ حسب معناه الظاهر، فهو بكامله مزمور للعنة، يكشف عن غضب المتكلم، فقد التهب قلبه بالمرارة من جهة مضايقه. لا يقف عند طلب حلول العقوبة عليه، بل يطلب أن يأخذ وظيفته آخر، وألا تحل عليه رحمة الله. يطلب له الموت في سنٍ مُبَكِّر، ويكيل لعائلته النكبات. يصعب على الإنسان أن يرى في قلب داود بن يسى كراهية كهذه ضد أعدائه، مهما كانت عداوتهم له، لكن المزمور في حقيقته وصفًا ونبوة عما يَحَل بيهوذا الذي سلَّم سيده بخيانة مُرَّة. هذا ما أكده بطرس الرسول في حديثه (أع 1: 20). يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن ما قدَّمه هنا المرتل يُشْبِه ما قدَّمه يعقوب قبل وفاته حينما تنبأ عما سيحل ببعض أولاده من لعنات، وبآخرين من بركات (تك 49). |
|