فدنا يسوعُ ولمَسَهم وقالَ لَهم: ((قوموا، لا تَخافوا)).
تشير عبارة "فدنا يسوعُ ولمَسَهم" إلى اقتراب يسوع من التَّلاميذ لتهدئة خوفهم مُبيِّنًا لهم أنَّهم في العَالَم الحسي لا في عالم الأرواح، وذلك مثل ما حدث مع دانيال "سَمِعت صَوت أَقْوالِ الرَّجُل، وعِندَ سَماعي صَوتَ أَقْوالِه، كُنتُ في سُباتٍ وأَنا على وَجْهي ووَجْهي مُلتَصِقٌ بِالتُّراب. فإِذا بيَدٍ لَمَسَتْني وأَقامَتني مُرتَعِشاً على رُكْبَتَيَّ وعلى كَفَّي يَدَيَّ" (دانيال 10: 9-10). فلمْس يسوع وصَوته شجَّع التَّلاميذ، كما شجَّعهم صَوته وهو ماش عل البحر (متى 11: 27)؛ أمَّا عبارة "قوموا، لا تَخافوا" فتشير إلى التَّلاميذ الذين صاروا كالموتى، ساقطين على وجوههم فأقامهم يسوع، كما حدث مع دانيال "بَينَما هو يُحَدِّثُني، كُنتُ في سُباتٍ على وَجهِ الأَرْض. فلَمَسَني وأَنهَضَني حَيثُ كُنتُ واقِفاً" (دانيال 8: 18)، وقال لهم يسوع ما قاله للمرأتين في القيامة "لا تخافا" (متى 28: 5). فالحضور أمام يسوع لا تعني التشبُّث في رؤية التَّجَلِّي مثل الرُّسل، بل تكمن في النزول إلى أورشليم، إلى طريق درب الحياة والآلام فالقيامة.