![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() اسْتَيْقِظِي أَيَّتُهَا الرَّبَابُ وَالْعُودُ. أَنَا أَسْتَيْقِظُ سَحَرًا [2]. جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "استيقظ يا مجدي. استيقظ أيها المزمار والقيثارة. استيقظ وقت السحر". يريد المرتل أن يُسَبِّح الله في السحر قبل شروق الشمس، مؤكدًا أن الليل لم يعوقه عن التفكير في معاملات الله مع شعبه كما معه هو شخصيًا، فيُقَدِّم باكورة يومه للتسبيح والشكر لله. يرى القديس جيروم أن الحديث هنا موَّجه أيضًا من الابن المتجسد إلى الآب. بتجسده يعلن كلمة الله أنه يحمل قيثارة تأنسه، ليعزف عليها لحن الحب الإلهي نحو كل البشرية. نزلتْ نفسه إلى الجحيم تعزف لحن النصرة، فتطلق نفوس الراقدين على الرجاء وتُحَرِّرها من العبودية، وتنطلق بها إلى الفردوس. * كما أن المزمار يحوي أوتارًا كثيرة، وإن انكسر وتر واحد تصير الآلة كلها بلا نفع، هكذا أيضًا في أعمالنا، إن عصينا وصية واحدة ينكسر مزمارنا . * إن كنتَ مزمارًا، إن كنتَ قيثارة، لماذا أنت صامت لا تُمَجِّد الله؟ "استيقظ وقت السحر". لا توجد بركة ولا تسبيح لله في الظلمة، وإنما في النور. إنني أود أن أقول شيئًا مروعًا. فإننا حتى إن قمنا في الليل لنبارك الله في النور. فإن المسيحي ليس له ليل، بل شمس البرّ دومًا مشرقة بالنسبة له . * حسب تفسير آخر، فإن الرب نفسه يقول: "قلبي مستعد يا الله، قلبي مستعدً. أنا مستعد هنا؛ وأنا مستعد في العالم العتيد. أنا مُخَلِّص على الأرض؛ وأنا مُخَلِّص في السماء. أنا أهب الحياة الأبدية لكل من الملائكة والبشر. "استيقظ أيها المزمار والقيثارة. يُحَدِّث الرب جسمه: المزمار والقيثارة، يا من نزلت إلى الجحيم واستراحت، استيقظ ومَجِّدْ الرب. تأكدوا أنكم تفهمون ما أقول. ليس من يُمسك المزمار والقيثارة يُسَبِّح، وإنما المزمار والقيثارة هما يسبحان الآب. إنه الآب، وهو مُبارَك ومُسَبَّح من الآخرين، أما جسد (المسيح) وناسوته الذي أخذه فيُسَبِّحان الرب . القديس جيروم * بقوله: "استيقظ يا مجدي"، يستحث وينهض روح النبوة التي كانت فيه لتمجده بالمجد الروحي. وبقوله المزمار والقيثارة ينهض قوى نفسه وحواس جسده، لكي تتفق الجهتان في تسبيح الله بالنظم والانضمام ولقبول الروح القدس. وأيضًا ينهض العهدان القديم والجديد، لكي باتفاق واحد يخبران عن أعمال تجسد ربنا. لأن العهد القديم يحتوي على خبر سابق فيما كان مزمعًا أن يكون. وأما العهد الجديد فيخبر بانجاز النبوات. وقوله "السحر" يوضح الزمان الذي أشرق فيه شمس البرّ الذي هو ربنا يسوع المسيح. أعني وقت تجسده، لأن داود منذ ذلك الحين حتى الانقضاء يُسَبِّح ويرتل لله معنا نحن الذين استنرنا، ونسلك كما في نهارٍ حسن. قال ايسيشيوس: لما استحث النبي المسيح بقوله: "استيقظ يا مجدي"، يكون كما من قبل ربنا جوابنا له: نعم أنا استيقظ، وأقوم من الأموات كمن من نومٍ مبكرٍ. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
![]() |
|