إن كنت قد التحقت بكلية لم تكن هي اختيارك الأول مع أنك كنت أمينًا في القيام بكل ما لزم أن تفعله، انتظر الرب واصبر له، فستجد أن جوده المذخَّر لحسابك أكثر مما ترجيته من البدائل الأخرى. هذا ليس ضد الطموح على الإطلاق، فإن كنت لم تقصِّر في شيء ثم سلمت للرب طريقك واتكلت عليه؛ فثق في ترتيبه واختياره لك. الله يعلم محدودية إدراكنا لذلك يمسك بيد كل منا ويدربنا على السير في سبله التي تتوافق مع قصده وخطته المرسومة لنا. المؤمن الذي تدرَّب على سماع صوت الرب في حياته لا يجد مشقة في تمييز ما يريده الرب، كما أنه لا يصارع كثيرًا من أجل التشبث برغبته لإنه يدرك أن مشيئة الرب صالحة وكاملة ومرضية. نحن عادة لا نكتشف أن ترتيب الرب (الذي جاء بخلاف الرغبة الشخصية) هو الأفضل في بادئ الأمر، لكن بعد الخضوع يستنير الذهن ويأتي الفهم. ربما تدرك بعد سنين كثيرة سبب عدم استجابة الرب لطلبة طلبتها بإلحاح من زمن مضى، لكن عندما صارت الصورة أكثر وضوحًا على مر السنين تحول الأمر من سبب للتذمر إلى مدعاة للشكر. «اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ» (1تسالونيكي5: 18)