رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أنت يا رب عَرَفْتَ. اذكرني وتعهدني وأنتقم لي من مضطهديَّ. بطول أناتك لا تأخذني. اِعْرِف احتمالي العار لأجلك. وُجد كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي. لأني دُعيتُ باسمك يا رب إله الجنود" [15-16]. طول أناة الله لا يحمل إرميا النبي كراهية ضد إنسان، وإن طلب النقمة إنما يشتهي تأديب مقاومي الحق لأجل توبتهم ورجوعهمإلىالله... يشعر إرميا بضعفاته، لذلك لا يتحدث من موقع المعلم المتكبر أو الذي يشعر ببرٍ ذاتي، إنما من مركز الإنسان المحتاجإلى طول أناة الله، فيقول: "بطول أناتك لا تأخذني" [15]. في لحظات الضعف واليأس صرخ إرميا: "ويل لي يا أمي، لأنك ولدتيني إنسان خصام" [10]، لكنه إذ يكتفي بالله ويطلب منه أن يذكره ويتعهده...أي يعطيه قوة للعمل لحساب ملكوته يسأله ألا يتعجل أخذه من العالم حتى يحقق رسالته التي ائتمنه الله عليها، قائلًا: "بطول أناتك لا تأخذني" [15]. لنطلب شركة العار والآلام! يقول العلامة أوريجينوس: ["اعرف احتمالي العار لأجلك" [16] أو "اعرف إنني شُتمتُ من أجلك من الذين يرفضون كلامك" (LXX). لنفترض أن النبي هو الذي يتكلم، بالفعل كان محتقرًا من الناس بسبب ما كان يتكلم به، إذ كان الخطاة يرفضون سماعه؛ لذلك قال: "صرت للضحك كل النهار" (إر 20: 7). كان يُشتَم من أجل الكلام الذي كان يقوله الرب على لسانه، وكان يُصلي بسبب هذه الشتائم الواقعة عليه لكي ينقذه الله ويساعده، قائلًا: "اعرف إنني شُتمت من أجلك من الذين يرفضون كلامك". يضيف أيضًا طالبًا من الله: "أفنهم" [15] (LXX). نفترض أن إرميا هو الذي يقول "أفنهم"، وإن كنت أعتقد أن هذه الكلمة توافق بالأكثر السيد المسيح، حيث تحققت طلبته، فكان فناء عظيم لمنطقة أورشليم وللشعب، بعدما تآمروا على المخلص وقتلوه. |
|