رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ونقطعه من أرض الأحياء،فلا يُذكر بعد اسمه" [19]. ظنوا أن بقتله يقطعونه (السيد المسيح) من أرض الأحياء، فينساه العالم، ولا يُذكر اسمه بعد، ولم يدركوا أنه القيامة واهب الحياة، وأن بفعلهم هذا حوّل السيد أرضنا - وادي الموت - إلى أرض الأحياء، حيث اختبرنا قيامة النفس، القيامة الأولى، أو الحياة الجديدة في المسيح يسوع. يلاحظ أن تعبير "أرض الأحياء" لم ُيذكر في سفر إرميا سوى هنا، وقد ورد في مواضع أخرى في العهد القديم 13 مرة. استحقوا -كشجرة زيتون- أن تُحرق أغصانها الجافة التي بلا ثمر، لكنهم حكموا عليه أنه شجرة يجب إهلاكها، ولم يدركوا أنه بالشجرة التي يصدر عنها العفو، وينالون بر المسيح فيهم، يصيرون أغصانًا روحية ثابتة فيه. العجيب أن حمل الله سبق فاخبرنا: "ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب" (مت 19: 16)، تأكلنا الذئاب لتقطع ذكرانا أو ذكرى مسيحنا من أرض الأحياء، فإذا بالذئاب تتحول إلى خراف وديعة. كم حوّل الشهداء بدمائهم أو بشهادتهم للإنجيل العمل نفوس مضطهديهم إلى ملكوت سماوي؟! عوض أن يقطعهم الأشرار من أرض الأحياء تحولوا هم إلى حملان وديعة وانتقلوا من أرض الأموات إلى أرض الأحياء، يسكنها بر المسيح واهب الحياة! يقول العلامة أوريجينوس: [يضيفون بعد هذا القول: "ونقطعه من أرض الأحياء فلا يذكر بعد اسمه". قال عن ذلك: "إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير" (يو 12: 4).لو لم يكن قد صُلب المسيح ومات لبقيت حبة الحنطة وحدها ولم تكن الجموع قد أثمرت منه وتبعته. أما موته فأعطى ثمارًا تتمثل في جميع المسيحيين. إذا كان الموت قد جاء بكل تلك الثمار، فكم تكون بالأكثر القيامة؟!]. |
|