رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
علامة ابن الإنسان وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ .... وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ ( مت 24: 30 ) ما أعجب علامة المسيح في مولده! قال الملاك للرعاة: «هذه لكم العلامة؛ تجدون طفلاً مقمطًا مضجعًا في مذود». فيوم مولد رب المجد، كان الاتضاع العجيب هو العلامة! ثم كانت هناك علامة عند موته، قال عنها سمعان البار للمطوبة مريم: «ها إن هذا (أي المسيح) قد وُضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل، و”لعلامة“ تقاوم (من اليهود ومن غيرهم)». إنها علامة صلبه ورفضه. لكن إن كانت للمسيح في مولده علامة الاتضاع، وفي موته علامة الرفض، فقد بقيت له علامة أخرى عند ظهوره واستعلانه بالقوة؛ هي علامة المجد. فذاك الذي كان موضوع الاحتقار والرفض طيلة حياته، والذي ما زال إلى الآن مرفوضًا وغير مقدَّر من الكثيرين، لا بد أن يُستعلن قريبًا في مجده، كالشمس التي لا يختفي شيء من حرها. قليلون هم الذين رأوه عند مولده في بيت لحم، وقليلون أيضًا رأوه بعد قيامته من الأموات، ولكن عند ظهوره ستراه كل عين، ولن يخطئه أحد، فهو سيظهر «من السماء مع ملائكة قوته، في نار لهيب، مُعطيًا نقمة للذين لا يعرفون الله، والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح. الذين سيُعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب ومن مجد قوته، متى جاء ليتمجد في قديسيه، ويُتَعَجب منه في جميع المؤمنين» ( 2تس 1: 7 ، 8). نعم لا بد أن يجيء المسيح مرة ثانية، ولكن ليس كما أتى في المرة الأولى. فهو في المرة الأولى أتى متواضعًا، وأما في المرة الثانية فسيجيء في مجد. في المرة الأولى أتى ليموت نيابة عن الخطاة الذين أحبهم، لكن سيأتي في المرة الثانية ليدين الخطاة الذين رفضوه واحتقروه. ويا ويلهم! ستجثو رُكبهم أمامه رغمًا عنهم، بل يقول مزمور72: 9 «أعداؤه يلحسون التراب». وإذا قرأنا بتمعن إشعياء53 سنجد مفارقة ما أوضحها بين مجيئي المسيح: المجيء الأول والمجيء الثاني. في مجيئه الأول اندهش منه كثيرون، إذ كان منظره مُفسَدًا أكثر من أي رجل، وصورته أكثر من بني آدم، بينما في مجيئه الثاني سينضح أممًا كثيرين، مُطَهِّرًا ومبارِكًا كل المؤمنين به. في مجيئه الأول: لم يفتح فاه، وفي مجيئه الثاني سيسد ملوك أفواههم أمامه. وبالإجمال نقول: كان مجيئه الأول في ضعف واحتقار كثير، أما المجيء الثاني فسيكون بقوة ومجد كثير. ومَن ذا الذي يشك أن هذه اللحظة التي فيها يظهر المسيح للعالم ستكون أعظم لحظة في كل التاريخ. |
|