![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() العُجــــب في المثل الثاني يقول الوحي: «أَرَأَيْتَ رَجُلاً حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ؟ الرَّجَاءُ بِالْجَاهِلِ أَكْثَرُ مِنَ الرَّجَاءِ بِهِ!» (أمثال26: 12). لأن قلبي خدَّاع ونجيس، فمن السهل جدًّا أن أُعجَب بنفسي وبإمكانياتي وبمواهبي وبممتلكاتي، وكأنني أنا مصدرها: «لأَنَّهُ مَنْ يُمَيِّزُكَ؟ وَأَيُّ شَيْءٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذْهُ؟ (أي لم تأخذه من آخر؛ هو الله، واهب كل شيء). وَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ (من الله) فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَأْخُذْ؟!» (1كورنثوس4: 7). لذلك فالشخص الجاهل له الرجاء به أكثر مِمَّن يظن في نفسه أنه حكيم ويتعامل مع الآخرين بتَعَالٍ وكأنه الأفضل؛ لأن الجاهل على الأقل يعلم ويُقِر بحقيقة نفسه، أما مَن يظن أنه حكيم فيخدع نفسه لأنه إن «كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ يَعْرِفُ شَيْئًا فَإِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ شَيْئًا بَعْدُ كَمَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ!» (1كورنثوس8: 2). لا شيء أسهل عليَّ من أن أظن أنني أفضل مَن على هذا الكوكب (أمثال20: 6). لكن الذي يعرف الحقيقة هو الرب وحده: «كُلُّ طُرُقِ الإِنْسَانِ نَقِيَّةٌ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ وَالرَّبُّ وَازِنُ الأَرْوَاحِ» (أمثال16: 2). وهذا فخ خطير كثيرًا ما نقع فيه نحن الشباب في هذه الأيام، لكن الأمر ليس بجديد، فقد كان هكذا منذ القديم: «جِيلٌ طَاهِرٌ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ وَهُوَ لَمْ يَغْتَسِلْ مِنْ قَذَرِهِ» (أمثال30: 12). فلتحذر يا صديقي! لهذا السبب؛ فالوحي الإلهي يُوصي كلَّ واحد مِنَّا: «لاَ تَكُنْ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِكَ. اتَّقِ الرَّبَّ وَابْعُدْ عَنِ الشَّرِّ» (أمثال3: 7). فالحكيم بحق هو مَن يعمل للرب حِسابًا في كل صغيرة وكبيرة في حياته ويتصرَّف دائمًا في نور الحضور الإلهي، فالحكمة الحقيقية هي في مخافة الرب (اقرأ أيضًا أمثال9: 10 ومزمور111: 10). |