رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تُرْسِلُ رُوحَكَ فَتُخْلَقُ. وَتُجَدِّدُ وَجْهَ الأَرْضِ [30]. كل الخليقة هي من عمل الله، فقد خلق العالم، وهو لا يزال يعتني به كمن يُجَدِّد وجه الأرض. * ما ورد في الآية 29 يخص الحياة الخاصة بالحواس، أما العبارة 30 فتخص نفوس البشر التي تتمتع بالقيامة الأولى كعربون للتمتع بالقيامة الأخيرة. يقول ايسيشيوس إن الله أرسل الروح القدس، وخلق الأمم بكرازة الرسل القديسين. الأب أنسيمُس الأورشليمي * يقول الرسول: "لأننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة" (أف 2: 10). ننال نعمة من روحه، كي نحيا في البرّ، لأنه هو الذي يُبَرِّر الفجّار (رو 4: 5)... عندما يأخذ أرواحنا نرجع إلى ترابنا، ونتطلع إلى ضعفنا لأجل بنياننا، وعندما نقبل روحه نتجدد. القديس أغسطينوس * إن كان الخلق هنا يعني إحياء الموتى ثانية، فكيف لا تكون أعمال الروح القدس قديرة، هذا الذي يُعَد بالنسبة لنا واهب الحياة التي بعد القيامة، والذي يناغم نفوسنا مع الحياة الروحية في الدهر الآتي؟ أو إن كان الخلق هنا يعني التغيُّر إلى حالة أفضل للذين سقطوا في الخطية في هذا العالم الحاضر (لأنه كان هكذا تُفهَم بحسب الكتاب المقدس كما جاء في كلمات بولس: "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة"). والتغيُّر الذي يحدث في هذه الحياة، والتحوُّل من حالتنا الأرضية الحسية إلى السيرة السماوية، والذي يحدث فينا بالروح القدس، ومن ثم تُرفَع نفوسنا إلى أعلى حالات الإعجاب . القديس باسيليوس الكبير * إن كان الآب بالكلمة في الروح القدس يخلق كل الأشياء ويجددها، فأي شبه أو قرابة بين الخالق والمخلوقات؟ إن مثل هذا الكلام الرديء يقود إلى التجديف على الابن، حتى أن أولئك الذين يقولون إن الروح مخلوق، يقولون أيضًا إن الكلمة الذي خُلقتْ به كل الأشياء مخلوق . البابا أثناسيوس الرسولي * تحدَّث الرسول بولس عن هذا بكلماتٍ واضحةٍ: "إن كان الخارج يفنى، فالداخل يتجدد يومًا فيومًا" (2 كو 4: 16). يُخبرنا بأن هذا التجديد يتحقق إذ ننمو في معرفة الله، بمعنى أن نتأمل ونُثَبِّت أفكارنا في شخص الله، الذي هو عادل وقدُّوس (2 كو 4: 17). بممارستنا هذا فإن كل ما هو باطل وزمني يفقد التصاقه بنا، وبالتالي نبدأ نقاوم كل ما يُفسِد صورة الله فينا، ونحتقر هذه الأمور. هذا هو التغيير الداخلي لنفسك والتقدُّم المستمر نحو الأبدية. توقفْ عن ثقتك في أسس العالم المنظور أكثر من ثقتك في أسس العالم غير المنظور، هذا يكون له أثره على الفكر الروحي المتجدد. التغيير الداخلي يعني توقُّف تبديد طاقتك والانشغال بالأمور التي تجلب ملذات جسدية، وذلك بالرجاء في أن تُشبِع أعماقك وتجد الفرح الحقيقي الدائم داخلك الصادر عن ينابيع الروح. خلال الجهاد المستمر يمكننا أن نضبط ونقلل من رغبتنا في الحياة حسب شهوات جسدنا، حسب الأسس الأرضية. هذا يعني أن نرتبط بما هو روحي بحبنا لله، والتصميم على أن نتبعه بالروح. أخيرًا، يعتمد نجاحنا في هذا كله على العون الإلهي. فإن كلمة الله هي التي تهب راحة وتعلمنا: "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا" (يو 15: 5). هذا يصف لنا العمل اليومي الذي يتحقق في الذين يتقدمون روحيًا كما ينبغي . القديس أغسطينوس * يليق بالروح القدس أن يرفرف على الأرض، ليجعلها تأتي بثمرٍ؛ لأنه بعون الروح تأتي ببذور الميلاد الجديد الذي يتجدد حسب كلمات النبي: "ترسل روحك فتخلق، وتجدد وجه الأرض" (مز 104: 30). القديس أمبروسيوس |
|