"وتتحول بيوتهم إلى آخرين،
الحقول والنساء معًا،
لأني أمد يدي على سكان الأرض يقول الرب" [12].
هذه إحدى ثمار العصيان، كما جاء في الشريعة: "تخطب امرأة ورجل آخر يضطجع معها؛ تبني بيتًا ولا تسكن فيه، تغرس كرمًا ولا تستغله" (لا 28: 30).
ما هو هذا البيت الذي يبنيه ولا يسكن فيه إلا الاستقرار الذي يطلبه للنفس لكنها لا تجد راحة ما دامت خارج مسيحها؟!
وما هي المرأة التي يخطبها فيأخذها آخر إلا الحرمان من المُعينة أو الشعور بالوحدة والعزلة؛ ليس من يقدر أن يسنده ويشاركه آلامه ومشاعره؟!
وما هي الحقول التي يسلبها الآخرون إلا طاقات الإنسان ومواهبه وقدراته التي تحطمها الخطية، فلا تكون لبنيانه بل لهدمه؟!
أما كيف نهرب من هذه المرارة؟! يقول الرب: "لأني أمد يدي على سكان الأرض" [12]. لنصر سكان السماء فلا تمتد يد الرب علينا بل إلينا ولحسابنا. ما دام قلبنا مرتبط بالتراب نصير ترابًا ونفقد حياتنا، أما إن صرنا بروح الله القدوس سمائيين فنصير سماءً يسكننا السماوي القدوس إلى الأبد.
سبق فأعلن أنه لم يجد بارًا واحدًا في أورشليم فيصفح عنها (إر 5: 1)، ويعلن هنا أن التأديب جماعي، يسقط تحته الأطفال والشبان والشيوخ، الرجال والنساء، الأنبياء الكذبة والكهنة.
إن كان الله يقدم الشفاء من الجراحات بأدوية التوبة، فإن الأنبياء الكذبة يتظاهرون كأطباء، يعالجون الجراحات بالكلمات الكاذبة الناعمة، قائلين: "سلام سلام" [14]. مع أن الواقع: "لا سلام" [14]. يخطئون تشخيص المرض ليخدعوا المرضى، فعوض الشفاء يصير الجرح خطيرًا، يؤدي إلى الموت والهلاك الأبدي.
يرى البعض أن كلمات الأنبياء الكذبة هنا إنما تعني تقديم راحة نفسية للقادة والشعب، الذين اهتموا بالإصلاح الظاهري وتقديم تقدمات وذبائح مع انغماس في عبادة الأوثان ورجاساتها، قائلين: "سلام سلام" ما دام الله يُعبد وُيقدم له ما جاء في الشريعة، أما القلب ونقاوة الحياة وقدسيتها فهي أمور لا قيمة لها.