رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محبة الله وصبر المسيح «الرَّبُّ يَهْدِي قُلُوبَكُمْ إِلَى مَحَبَّةِ اللهِ، وَإِلَى صَبْرِ الْمَسِيحِ» ( 2تسالونيكي 3: 5 ) أمران هما مصدر فرح للمسيحي وهو على الطريق: رجاء مجيء الرب، والشركة الحاضرة مع الله الآب، وابنه يسوع المسيح. وهما مرتبطان بحيث لا يمكن الفصل بينهما دون خسارة تقع على نفوسنا. فلن يتسنى لنا أن الله يمتعنا بجميع الفوائد التي قصدها لنا في طريقنا بغير الاثنين معًا. ولا شيء يستطيع أن يفصلنا من هذا العالم الحاضر الشرير نظير انتظار مجيء الرب في أية لحظة. والمسيح شخصيًا هو الغرض الذي أمام النفس ونحن ننتظره آتيًا. وفي هذه الحالة نكون أقدر على إدراك فكر الله ومقاصده من جهة العالم الذي رفض ابنه الحبيب. بيد أننا إذا تناولنا هذا الرجاء بالانفصال عن الشركة مع الله، فلن نحصل على القوة، لأن النفس إذ ترى رفض العالم للمسيح، وأن لا حكمة لدى حكمائه، وأن جميعهم في الطريق إلى الدينونة، وأن الشر يزداد: تتضايق، وتكتئب، ويحزن القلب. أما إذا كان المسيحي - بالنعمة - في شركة حاضرة مع الله، فإن نفسه تكون راسخة، هانئة قدام الله، إذ فيه تعالى رصيد عظيم من البركة لا يمكن للظروف أن تمسّه أو تغيره. قد يتصدع رأسه بالأخبار السيئة، وتقع منه العين على الأحزان، لكن قلبه ثابت واثق في الرب، الأمر الذي يرفعه فوق الظروف، ينتظر الرب آتيًا لكي ينقله من هذا المشهد الذي يرفض المسيح فيكون معه كل حين. والمسيحي الذي ينتظر المسيح آتيًا من السماء، له المسيح شخصيًا هدفًا لنفسه. فليس فقط أنني سأمضي إلى السماء وأكون سعيدًا، بل أن الرب نفسه سيأتي من السماء لأجلي ولأجل جميع قديسيه، وربما اليوم يتم هذا. وهذا هو منبع فرح القديس؛ كما يقول الرب: «آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا»، وكأن سيدنا يقول: حيث أجد مسرتي، تجدون أنتم أيضًا مسرتكم، أنا معكم وأنتم معي «وَهَكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ» ( 1تس 4: 17 ). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ |
{ أَنَّتمْ رِسَالَةُ الْمَسِيحِ } |
رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ |
دَمُ الْمَسِيحِ |
"الرَّبُّ يَهْدِي قُلُوبَكُمْ إِلَى مَحَبَّةِ اللهِ، وَإِلَى صَبْرِ الْمَسِيحِ" |