منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 08 - 2023, 04:52 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

آرميا النبي | التوبة وسيلة التزين


التوبة وسيلة التزين:

1 «إِنْ رَجَعْتَ يَا إِسْرَائِيلُ، يَقُولُ الرَّبُّ، إِنْ رَجَعْتَ إِلَيَّ وَإِنْ نَزَعْتَ مَكْرُهَاتِكَ مِنْ أَمَامِي، فَلاَ تَتِيهُ. 2 وَإِنْ حَلَفْتَ: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، بِالْحَقِّ وَالْعَدْلِ وَالْبِرِّ، فَتَتَبَرَّكُ الشُّعُوبُ بِهِ، وَبِهِ يَفْتَخِرُونَ.

يقول الأب شيريمون: [إنه يقارن أورشليم (النفس البشرية) بامرأة زانية تطلب رجلًا، ويقارن الله في محبته لنا بزوج يموت في حبه لعروسه... أشبه برجل يحترق بنار محبته لامرأته، ويذوب لأجل حبه قدرما يراها تستخف به وتستهين ].
إنه يلح في طلب رجوعها إليه، لكنه يطلبها ترجع مقدسة له، إذ يقول: "إن رجعت يا إسرائيل يقول الرب، إن رجعت إليّ، وإن نزعت مكرهاتك من (فمك) من أمامي فلا تتيه" [1].
يطلب من عروسه أن تتخلى عن العبادة الوثنية، وعن جحودها له. هذه هي المكروهات... يبغضها الله لأنها تحتل قلب الإنسان، وتغتصب ملكوت الله، وتفسد الحياة
الداخلية، فتجعل النفس في حالة تيه، لا تعرف رسالتها ولا حتى تقدير الله لها.
لنترك كل صنم نُقيمة في القلب، وكل عبادة غريبة، وكل اتكال على ذراع بشر، وكل رغبة في إرضاء الناس وطلب مديحهم، وكل خطية بالفكر أو القول أو العمل...أي كل مكروه لدى الله. بهذا يتقبلنا الله عروسًا مقدسة له، وفينا يتبارك الكثيرون، إذ يجعلنا ليس فقط مُباركين بل بركة لغيرنا، يباركون الله العامل فينا وفيهم وينالون بركته.
يقول العلامة أوريجينوس: [ما هي الأشياء التي يجب على إسرائيل القيام بها حتى تبارك الشعوب الله فيه؟
"إن نَزَع مكرهاته من فمه" [1].
ولكن ماذا يعني هذا؟
إن كل ما نقوله من شر هو مكروه في فمنا. فلننزعه إذًا بنزع الشتائم، والكلمات الفارغة، والكلمات العقيمة التي من شأنها إدانتنا، لأنه بكلامك تتبرر وبكلامك ُتدان"].
يطالبها ألا تحلف بالآلهة الوثنية بل به، تحلف بالحق والعدل والبر [2]. كان القسم قديمًا علامة الثقة بالإله الذي يقسم الإنسان به، لهذا عندما كان الله يطلب من شعبه القسم باسمه كان يطلب أن يحفظهم من القسم بالآلهة الوثنية والإيمان بها.
يعلق العلامة أوريجينوس على القول الإلهي: "وإن حلفت حيّ هو الرب بالحق والعدل والبر فتتبرَّك الشعوب به، وبه يفتخرون" [2]، قائلًا:
[لننظر إلى أنفسنا نحن الذين نحلف، ولنَر كيف أننا لا نحلف بالعدل، وإنما بدون عدل، حتى صارت أقسامنا كثيرة على سبيل العادة، لا على سبيل الحق.
المشكلة هناهي أن نترك أنفسنا تُساق بواسطة الخطية، فنعتاد عليها. هذا ما ينتقده الرب بقوله: "وإن حلفت حيّ هو الرب بالحق والعدل والبر".
أننا نعلم أن الرب قال لتلاميذه في الإنجيل: "وأما أنا فأقول لكم: لا تحلفوا البتة" (مت 5: 34).
لندرس هذه الآية، ونضع الآيتين معًا. ربما يلزمنا أن نبدأ بالقول: "احلفوا بالحق والعدل والبر"، حتى إذا ما تقدمنا ونمونا في النعمة بعد ذلك نستعد ألا نحلف البتة، بل يكون لنا الـ"نعم" الذي لا يحتاج إلى تأكيد الأمور بالقسم، ويكون لنا الـ"لا" الذي لا يحتاج إلى شهادة إثبات أن الأمر ليس هكذا.
"وإن حلفت حيّ هو الرب بالحق والعدل والبر".
بالنسبة لمن يحلف لا بُد أولًا ألا يكون كاذبًا بل صادقًا، فيحلف بالحق. أما نحن البائسون فكثيرًا ما نُقسم كذبًا بالباطل.
إن افترضنا أننا نحلف بالحق، فإن هذا القسم يخالف الشريعة، إذ يجب أن يكون "بالعدل" بجانب أنه "بالحق"، لأنه إن افترضت أنني أحلف كعادة، ففي هذه الحالة لا يوجد عدل... لأننا نجعل من رب هذا الكون ومسيحه شاهدًا على أمر ما. فما أهمية هذا الأمر حتى أنحنى على ركبتي وأقسم...؟].
مما يدعو البعض إلى الدهشة أن يقدم النبي التزام الشعب بالقسم باسم الرب الحيّ بالحق والعدل والبر علامة على التوبة. قد يبدو أن هذا الأمر تافه، لكن من يدرس الأمر في عمق يلاحظ أنه كاد الشعب كله والقيادات أن يعبدوا الأوثان، فكان قسمهم باسم الآلهة الغريبة. فالقسم باسم الرب الحيّ علامة على ترك العبادة الوثنية. الأمر الثاني أن ما ينطق به الفم إنما هو من فضلة القلب. فالقلب النقي المستقيم ينطق بالحق والعدل والبر، لا يعرف إلا الصدق، وليس للكذب موضع! وكأن القسم هنا يكشف عن استقامة الإيمان مع استقامة السلوك.
في اختصار نقول إن التوبة كما يقدمها لنا هذا الأصحاح ليست ندامة ورجوعًا عن الرجاسات فحسب، إنماهي رجوع وإخلاص لله واتحاد معه، فتتمتع بالحق الإلهي والعدل والبر.
أما الوعد فهو: "تتبرك الشعوب به، وبه يفتخرون" [2]. ما هو هذا الوعد الإلهي إلا التمتع بغنى الحياة الجديدة وكمالها كعطية إلهية.
قُدم هذا الوعد لآبائنا إبراهيم وإسحق ويعقوب (تك 12: 3؛ 18: 18؛ 26: 4). وقد تحقق الوعد بمجيء السيد المسيح الذي به تتبارك شعوب العالم.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
آرميا النبي | الحاجة إلى التوبة
آرميا النبي | أول وسيلة للعودة إلى الله
آرميا النبي | مفهوم التوبة
آرميا النبي | طريق التوبة
آرميا النبي | الحاجة إلى التوبة


الساعة الآن 01:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024