منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 05 - 2012, 10:29 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

لا للشكلية والحرفية
لقداسه :: البابا شنوده
لا للشكلية والحرفية
الإنسان الفاضل يهتم بعمق الأمور وليس بشكليتها‏، ومن جهة تعامله مع وصايا الله‏، يهتم بروحانيتها وليس بحرفيتها‏.‏ ذلك لأن الشكليات هي المظهر الخارجي‏، والإنسان الروحي لا يهتم بالمظهر إنما بالجوهر‏.‏ وليس هذا فقط من جهة الأمور الدينية‏، وإنما حتي في الأمور الإدارية والمدنية والحياة عامة‏، وسنحاول في هذا المقال أن نتناول العديد من الأمثلة لشرح هذا الموضوع‏:‏


قد يركع الإنسان ويسجد‏.‏ ويظن أن السجود هو انحناء الجسد أو مجرد ملامسة الرأس للأرض‏، ويهتم بهذه الشكلية ويكتفي بها‏، بينما روحانية السجود هي انحناء الروح مع الجسد أيضا‏، وهذا لا يأتي إلا بخشوع النفس من الداخل‏، وسجود الإنسان الخاشع أمام الله يختلف تماما عن مجرد السجود الخالي من خشوع القلب‏، وجوهر السجود هو الشعور بعظمة الله وهيبته‏، فأمامه ينحني الرأس حتي يلامس الأرض ويشعر الإنسان بأنه لا عظمة له أمام عظمة الله‏..‏ وهكذا قال داود النبي في مزاميره‏:‏ لصقت بالتراب نفسي‏، ولم يقل لصقت بالتراب رأسي‏.‏

الصلاة أيضا ليست مجرد ألفاظ نرددها‏، فهذا الترديد هو مجرد شكلية الصلاة‏، إنما الصلاة في جوهرها هي صلة الله ومن هذا أخذت اسمها‏، والصلاة في عمقها هي انفتاح القلب لله‏، بكل خشوع‏، وكل حب‏، وكل إيمان‏.‏ لذلك عجيب جدا أن يصلي إنسان‏، أو يظن أنه يصلي‏، بينما لا توجد صلة بينه وبين الله فيما يسميها صلاة‏!!‏ فإن كانت لك مثل هذه الصلاة الشكلية التي ربما تكون أيضا بلا فهم وبلا مشاعر‏، فقل لنفسك في صراحة تامة‏:‏ أنا ما وقفت أمام الله لكي أعد ألفاظا‏!!..‏ إن علاقتك بالله في الصلاة ليست علاقة مع شفتيك إنما مع قلبك قبل كل شيء‏.‏

نطبق هذا الأمر أيضا من جهة العطاء أو الصدقة‏.‏ فجوهر العطاء هو أن تعطي من قلبك ومن حبك لا أن تعطي من مالك ومن جيبك‏، لأن البعض قد يعطي بغير مشاعر‏، لمجرد التنفيذ الحرفي لوصية الله‏، أو يعطي حياء منه حينما يطلب ذلك منه‏، أو يعطي وهو متذمر‏، أو يعطي الفقراء وهو يحاسبهم حسابا عسيرا ويقول أحيانا‏:‏ هذا مستحق وهذا غير مستحق‏، أو يعطي مجاملة لبعض المشروعات الاجتماعية التي تقوم بها بعض الهيئات‏..‏

وفي كل ذلك يظهر أن القلب غير مشترك في العطاء‏، أو أن العطاء غير مرتبط بمحبته للمحتاجين وإشفاقه عليهم أو يعطي بشيء من التعالي والافتخار‏!!‏ كل ذلك هو لون من الحرفية في العطاء أو الشكلية التي تخرج عن روح المحبة والشفقة والمشاركة الوجدانية مع أولئك المحتاجين‏.‏ أما الإنسان الروحي فيري أن المعطي الحقيقي هو الله‏، وأن ما يعطيه هو للناس قد أخذه من الله ليوصله منه إليهم‏، في اتضاع وإنكار للذات‏.‏

بالمنطق نفسه نتكلم من جهة الصوم
‏، فروحانية الصوم هي في إخضاع الجسد وضبط النفس‏، تمهيدا لأن يكون ذلك منهج حياة‏، غير أنه قد يوجد شخص يهتم بالشكل فقط‏، أي مجرد فترة الانقطاع عن الطعام‏، ثم بعد ذلك يعطي جسده ما يشتهيه بغير انضباط‏!‏ وبهذا فإن ما ينتفع به في صومه‏، يفقده بعد إفطاره‏، بينما روحانية الصوم تقول إن الذي امتنع شهرا من الزمان عن زجاجة الخمر‏، من المفروض أنه قد وصل إلي قوة الإرادة التي يرفض بها تلك الزجاجة‏، ولا يقول عنها إنه مشتاق يسعي إلي مشتاقه‏.‏
نقطة أخري وهي أن الله ـ تبارك اسمه ـ قد وهبنا يوما في الأسبوع ليكون يوما مخصصا لعبادته‏، ولهذا أيضا جميع البلاد تعفي الموظفين من العمل في هذا اليوم‏، غير أن كثيرين ينسون جوهر هذا اليوم ويعتبرونه مجرد يوم عطلة يقضونه كيفما يشاءون دون أن يدخلوا إلي العمق ويخصصوه كله لعبادة الله وخدمته‏.‏

فاسأل يا أخي نفسك عن موقفك من هذا اليوم‏، وهل أنت تخصص لله جزءا يسيرا منه أم تعطيه اليوم كله؟‏..‏ والكلام نفسه نقوله عن الأعياد والمواسم الدينية
وجوهرها وليس حرفيتها‏، ومقدار نصيب الله منها؟‏!..‏ وهل هي لمجرد اللهو أم لها طابع التقديس؟‏!‏
ننتقل إلي نقطة أخري وهي خدمة المجتمع‏، سواء الخدمة الفردية أم ما تقوم به بعض المؤسسات من خدمة عامة أو اجتماعية‏..‏ فهل الذي يقوم بهذا العمل يعتبر خادما للمجتمع بقدر ما تحمل هذه الكلمة من معني؟‏..‏ أم أن هؤلاء الخدام ينسون كلمة خدمة‏، ويرتفع قلبهم‏، ويتسلطون في مواقع خدمتهم‏، ظانين أن عضويتهم في تلك المؤسسات أو الجمعيات أو رئاستهم لها تعطيهم السلطة فيما يخدمون‏، وهكذا يكونون قد فقدوا جوهر الخدمة ومعناها‏، وأصبحت الخدمة بالنسبة إليهم مجالا لإظهار الذات‏، أو مجرد أعمال إدارية ومالية يقوم بها الأعضاء‏، أو مجرد أنشطة لتلك الهيئات وفي كل ذلك ينسون جوهر الخدمة وعمقها وروحانيتها‏.‏

موضوع الشكليات يدخل أيضا في نطاق الأخلاقيات‏.‏ فربما شاب يظـن أنه عفيف لأنه لم يرتكب الخطية عمليا‏، بينما شهوة الخطيئة في قلبه تملأ أفكاره وأحلامه‏، وعن مثل هذا الشخص قال القديس جيروم‏:‏ هناك أشخاص لهم عفة في أجسادهم‏، بينما أرواحهم زانية‏..‏ بنفس الوضع إلي حد ما في الاهتمام بالشكليات‏، تلك الفتاة التي تظن أن كل العفة في اختيار نوع ملابسها‏، وليس في نقاء القلب أو طهارة السلوك‏!!‏

نذكر في هذا المجال أيضا‏،الاحترام الشكلي‏، فقد يوجد أشخاص في العمل يقابلون رؤساءهم بمظهر من الاحترام الشديد والطاعة‏، بينما قلوبهم بغير ذلك‏، وبنفس المنطق الذين يتحدثون كثيرا عن الوطنية واحترام بلادهم‏، بينما في جوهر حياتهم لا يخدمون وطنهم كما ينبغي‏، بل يركزون علي ذواتهم كيف ينتفعون من كل وضع أو مركز يوجدون فيه‏..‏ وينظرون إلي الوظائف علي أنها مجرد مجال للكسب المادي وليست لخدمة المجتمع‏.‏ ومن هذا الوضع نائب الدائرة الذي ينسي أنه في خدمة الدائرة‏، وتصبح الدائرة هي التي خدمته باختياره نائبا‏!!
رد مع اقتباس
قديم 05 - 09 - 2012, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بنت معلم الاجيال Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 45
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 36
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 58,440

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنت معلم الاجيال غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لا للشكلية والحرفية

ربنا ينيح نفسة الطاهرة في فردوس النعيم
شكرا علي المشاركة الجميلة
ربنا يعوض تعب محبتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس يوحنا ذهبي الفم بين الرمزية والحرفية
لا للشكلية والحرفية


الساعة الآن 10:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024