رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشر كثيرا ما يغلب الخير لقداسة البابا شنودة 16\1\2011 منذ بدء الخليقة والشر يصرع الخير، حدث هذا فى مقتل هابيل الصديق، حينها قام عليه أخوه وقتله، وبعد ذلك رأينا الشر ينتشر فى الأرض، وزاد جدا حتى إن الله اغرق العالم كله بالطوفان لكى يبيد هذا الشر، وكانت النجاة فقط لأسرة ابينا نوح، ثم انتشر الشر ايضا، وساد الشذوذ الخلقى فى مدينة سادوم، وكانت النتيجة أن الرب أحرقها كلها، وكانت النجاة فقط لأفراد من أسرة لوط البار. وانتقل الفساد من الأخلاق الى عدم معرفة الله، ووجدنا الشر ينتشر كثيرا فى العالم الوثني، من جهة عبادة الاصنام وايضا تعدد الالهة، واصبحت الفئة التى تؤمن بالله قليلة جدا تركزت فى عائلة أبينا ابراهيم، وليس كلها . ففى بلاد اليونان كانوا يعبدون كثيرا من الآلهة تحت قيادة زيوس، وفى بلاد الرومان كانوا يعبدون ألهة كثيرة تحت قيادة جيوبيتر كبير الالهة وفى مصر كثرت الالهة فى الزمن الفرعونى تحت قيادة رع وآمون، والى جوار ذلك عبد البعض بعض مظاهر الطبيعة، وأحيانا عبدوا الأرواح أو عبدوا النار. اما الخير فقد ظهر بواسطة الأنيباء الذين أرسلهم الله لهداية الناس، ومن أعظمهم موسى النبى الذى كان أول من قدم للبشرية شريعة مكتوبة، وعلى الرغم من ذلك بدأ الشر ينتشر بعصيان وصايا الله، حتى إن بنى إسرائيل أنفسهم جاء عليهم وقت عبدوا فيه العجل الذهبي، وجاء وقت ايضا انتشرت بينهم الوثنية، حتى إن الله نفاهم الى سبى بابل واشور، ثم اعادهم بعد سبعين عاما ، وفى ايام السيد المسيح وبخهم قائلا: يا أور شليم يا أور شليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها ، كم من مرة أردت أن أجمعك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا ، هوذا بيتكم يترك لكم خرابا ، وقد كان. الاباطرة وتعذيبهم للناس، ولاننسى ما حدث فى ايام الامبراطور نيرون من القسوة والتعذيب، وكذلك ما حدث ايام الامبراطور ديوقلديانوس، والامبراطورا ترا جان، والقسوة والتعذيب التى اتصف بها بعض الولاة، مثل اريانوس والى انصنا وغيره، وكانت الدماء تسيل بلا رأفة، والشر يهجم على الإيمان بعنف. ومثل هذه القسوة رأيناها ايضا فى اعقاب الثورة الفرنسية، ايام ووبسبير وزملائه، وكيف ان هذه القسوة شملت النبلاء والاغنياء، وسجل التاريخ اخبار المقاصل وألوان التعذيب التى حفل بها فى لندن بيت او متحف يسمى بيت الرعب وعلى الرغم من ان تلك الثورة قامت للاصلاح الا ان الشر دخل ايضا فى التنفيذ. ولاننسى ان الشر ايضا كان له مجاله الواسع فى الحروب الكثيرة التى سجلها التاريخ وزادت سطوة الشر فى انواع الاسلحة المرعبة التى تدمر بلادا بأسرها، ومن امظتها ما فعلته القنبلة الذرية، وكل انواع القنابل التى تحصد الأرواح حصدا ، والعالم حاليا يتخوف بعضه من البعض فى إنتاج هذه الاسلحة المرعبة وانتشارها واستخدامها . انتشر الشر ايضا فى مجال اللهو والعبث، واصبحت له أنشطة فى إفساد أخلاق الناس، وتحطمت العديد من الاسرات عن طريق الطلاق ، وفسد أخلاقيا العديد من الشباب، حتى وصلوا الى المخدرات وتأثيرها ، ورأينا مرضا جديدا لم يكن معروفا من قبل هو مرض الايدز، وما اكثر انتشاره فى بعض البلاد الإفريقية. دخل الشر ايضا فى مجال المال، والاقتصاد، فإصبح المال يجد له طريقا حتى فى شئون السياسة، وأصبح كثير من ذمم الناس تشترى بالمال، وكثرت حوادث الاختلاسات وحوادث الرشا وى وحوادث السرق والنهب، وحوادث النصب والاحتيال. إن الشر له حيل كثيره وميادين ومجالات واسعة أكثر مما للخير من المجالات، وله أساليبه التى ينتصر بها على الخير فالخير لايستطيع ان يكذب كما يفعل الشر، ولايستطيع أن يخالف ضميره كما يفعل الشر، ولايستطيع ان يحتال او أن يغدر بالغير أو أن يؤذى احدا ، ولكن هذه الاساليب متاحة كثيرا امام الشر، لذلك كله فالشر له فرصة اكبر فى التغلب على الخير. على الرغم من كل ما قلناه فإن الخير كانت له مجالات كثيرة عمل فيها ، ففى انقاذ الغير مثلا كان للخير مجال فى عربات الإسعاف وعربات المطافئ ومجال فيما يعمله الصليب الأحمر والهلال الاحمر، وما تقوم به كثير من الجمعيات الخيرية، والملاجئ، وأعمال البر فى المستشفيات، ونذكر فى هذا المجال مثلا مستشفى السرطان لعلاج سرطان الاطفال، وما قام به العلم فى تخفيف آلام البشر، وايضا ما يقوم به الرعاة فى هداية الناس نحو البر، وكل ما يقوم به اصحاب المشروعات الخيرية وهى عديدة. إن النفوس البارة لاتزال موجودة، ولو ان نسبتها قليلة اذا قيست با لنفوس الخاطئة، ولايزال الشيطان نشيطا جدا يحارب كل ما يراه من اعمال الخير، وللأسف يجد الشيطان قلوبا كثيرة مفتوحة له، ترحب به وتشترك معه فى الخطيئة، ولعل الشيطان يقف كثيرا مفتخرا لان اعماله مثمرة ومنتجة وهو يهوى نشر الصراعات، فمن الممكن ان يخرج من صراع الأديان الى صراع الحضارات والثقافات الى صراع السياسات. كم من المليا رات أو مئآت الملايين فى الشرق الاقصى يعبدون براهما ، او كومفوشيوس أو بوذا ، ويعيشون حياتهم فى معتقدات اخرى يؤمنون بها . . ومع ذلك ففى كل اولئك الوان من الخير فى الأخلاقيات وليس فى الايمان. إننا نرجو من كل قلوبنا أن تكون للخير قوة أكثر من قوة الشر، وحينئذ ينتشر الخير بين الأفراد والمجتمعات والدول ويرضى الله على الناس. |
05 - 09 - 2012, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: الشر كثيرا ما يغلب الخير لقداسة البابا شنودة 16\1\2011
ربنا ينيح نفسة الطاهرة في فردوس النعيم
شكرا علي المشاركة الجميلة ربنا يعوض تعب محبتك |
|||
|