قاعدة رياضية تقول إن العناصر التي تساوي قيمة واحدة، يساوي أحدهما الآخر. ومن مقارنة عددي ٤٧، ٥٤ نفهم الآتي: «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ»؛ «مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة». وهنا نخرج بهذه النتيجة: الإيمان يعطي حياة أبدية، والأكل يعطي حياة أبدية. والرب لا يعلم هنا بطريقان لنوال الحياة. بل بتطبيق القاعدة الرياضية علي كلام الرب نفهم أن الأكل يعني الإيمان. وكما أن الطعام يصير بأكله جزءًا من الإنسان، إذ يتغلغل فيه؛ كذلك بالإيمان يتحدّ الإنسان بالمسيح ويصير فيه، والمسيح فيه. فالأكل الحرفي لا يعطي الحياة، بل الإيمان بكسر جسد المسيح عنّا علي الصليب وسفك دمه الكريم. وكثيرًا ما يقرن الكتاب المقدس الحياة «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ» (يوحنا٥: ٢٤، اقرأ أيضًا يوحنا٣: ٣٦؛ ٦: ٤٠، ٤٧).