![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الَّذِي يُشْبِعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ، فَيَتَجَدَّدُ مِثْلَ النَّسْرِ شَبَابُكِ [5]. الله هو وحده كلي الصلاح، أو الصلاح غير المتغيِّر، أما صلاح الإنسان فيتغيَّر من شخص إلى آخر، ومن زمانٍ إلى زمانٍ. فإن أردنا أن نشبع بالصلاح الحقيقي أو بالخير الحقيقي يليق بنا أن نقتني الله نفسه مصدر الصلاح. توجد قصص كثيرة عجيبة بخصوص تجديد النسر لشبابه. منها أنه ككثير من الطيور يتمتع كل عام بريش جديد يجدد طاقاته، لهذا يُقال أنه من أكثر الطيور الطائرة عمرًا، هذا ويتسم بنظره الحاذق، فيرى أصغر الأشياء وهو على بُعد شاهق. كما أنه لا يعاني من الضعف في شيخوخته كسائر الطيور. يُحسَب ملك الهواء (راجع خر 19: 4؛ تث 28: 49؛ أم 30: 19؛ إش 40: 31؛ إر 4: 13؛ حب 1: 8). * لأن البار الذي يحيا بالإيمان يرجو الحياة الأبدية دون أدنى شك، وكذلك الإيمان الذي يجعل الجياع والعطاش إلى البرّ يتقدمون به بتجديد الداخل يومًا فيومًا (2 كو 4: 16). ويرجو أن يشبع به في الحياة الأبدية، حيث يتحقق ما قيل عن الله في المزمور: "الذي يُشبع بالخير عمرك" (مز 103: 5) . القديس أغسطينوس * لقد دُعوا نسورًا، إذ يتجدد مثل النسر شبابهم، ويَحمِلون أجنحة ليأتوا إلى آلام المسيح . القديس چيروم * لنصعدْ من هنا، أي من أمور هذا الجيل ومن أمور العالم. إذ يقول الرب: "قوموا ننطلق من ههنا"، معلمًا كل واحدٍ أن ينطلق من الأرض ويرفع نفسه الراقدة على الأرض، يرفعها إلى الأمور العلوية، ويدعوه نسره، هذا الذي يُقال عنه: "يجدد مثل النسر شبابك" . القديس أمبروسيوس * لهذا فإن لداودَ الحقَ أن يصرخ، كإنسانٍ قد تجدَّد، "سآتي إلى مذبح الله، إلى الله الذي يعطي فرحًا لشبابي" (مز 4: 43). كما قال قبلًا إنه شاخ وسط أعدائه، كما نقرأ في المزمور السادس (قابل مز 8: 6) وهو يقول هنا إنه قد استعاد الشباب بعد طول شيخوخة وسقوط الإنسان. لأننا قد تجددنا بالتجديد الذي نلناه في المعمودية، وتجددنا خلال سكب الروح القدس، وسنتجدد أيضًا بالقيامة، كما يقول في نصٍ آخر: "فيتجدد مثل النسر شبابك" (مز 103: 5). فاعلموا طريقة تجديدنا: "تنضح عليَّ بزوفاك فأطهر، تغسلني فأبيض أكثر من الثلج" (مز 9: 51) وفي إشعياء: "إن كانت خطاياكم حمراء كالقرمز، تبيض كالثلج" (إش 18: 1). ومن يتغيَّر من الظلمة، ظلمة الخطية، إلى نور الفضيلة وإلى النعمة، إنما قد تجدَّد فعلًا، لهذا فإن ذاك الذي تلطخ قبلًا بالدنس الأحمق، يشرق الآن بسطوع أكثر بياضًا من الثلج . القديس أمبروسيوس * من المعلوم يا إخوتي أن كل منَّا يطلب راحته وسروره، إلاَّ أنه لا يطلب ذلك كما يجب ولا حيثما يوجد. فالأمر يتوقف على تمييز السرور الحقيقي من السرور الكاذب، وبالعكس فإننا غالبًا ما نُخدَع بخيالات السرور الباطل والخير الكاذب. فالبخيل والمتجبِّر والشرِه والشهواني، كل منهم يطلب السرور، إلاَّ أن هذا يضع سروره في جمع غِنَى وافر، وذاك في شرف الرُتَب والكرامات. وهذا في المآكل والمشارب اللذيذة، وذاك في إشباع شهواته النجسة. ليس منهم من يطلب سروره كما يجب ولا حيثما يوجد، من ثم لا يجده أحد منهم رغم أن الكل يشتهونه. فكل ما هو في العالم لا يقدر أن يشبع النفس، ويخول لها سرورًا حقيقيًا، فلماذا إذًا تتعب أيها الإنسان الغبي، وتطوف باطلًا في أماكن كثيرة متوقعًا أن تجد خيرات تملأ بها نفسك وترضي بها جسدك؟! أحبب خيرًا واحدًا يحوي جميع الخيرات، ففيه وحده تجد الكفاية. استرح إلى الخير الواحد العظيم العام، ففيه الكفاية عن كل شيء. وأما أنتِ يا نفسي، فباركي الرب الذي يشبع بالخيرات عمرك (مز 103: 2، 5). القديس أغسطينوس * سأل أخ عن هذه الآية: "يتجدّد مثل النسر شبابك" (مز 103: 5). فقال له القديس مقاريوس: "مثل الذهب إذا حُمِّي في النار يتجدّد. هكذا أيضًا النفس إذا كان لها من الفضيلة ما يُنقِّيها من أدناسها ومن كل دناياها، فستتجدّد وتطير إلى الأعالي". فسأله الأخ أيضًا: "ما هو الطيران إلى الأعالي يا أبي؟" فقال له: "مثل النسر إذا طار في أعالي الجو. فهو ينجو من فخاخ الصيّاد. ولكنه إذا هبط إلى الأرض، يسقط في فخاخ الصيّاد. هكذا النفس هي أيضًا إذا كانت غير مباليةٍ، وإذا هبطت من أعالي الفضيلة، فهي تسقط في فخاخ صيّاد الأرواح." فردوس الآباء |
![]() |
|