القمص ميخائيل إبراهيم
الفقراء إخوته:
عرف عنه الفقراء -وهو علماني- أنه رجل بار عطوف، فكانوا يترددون على منزله، فيقابلهم بترحاب، ويقدم لهم الطعام، ويحسن عليهم، ويأويهم في منزله، فيبيتون فيه.
وكثيرًا ما كانوا يتركون الأغطية متسخة جدًا وعليها حشرات، مما يتعب السيدة زوجته في في تكرار الغسيل يوميًا.
ولما زاد العبء عليها من قذارة هؤلاء الغرباء الوافدين وحشراتهم، طلبت إليه أن يبتوا في حجرة الضيافة بالكنيسة. ولذلك لما طرقه أحد الفقراء بعد ذلك، أخذه، وأخذ معه اللحاف واللمبة، وذهب بع إلى أن أراحه، واطمئن أنه نام، وغطاه، ورجع إلى منزله. وكانت زوجته قد نامت. فرقد هو بملابسه على الأرض، على الكليم الموجود بصالة الشقة. فلما استيقظت زوجته، ورأته راقدًا على الأرض ظنت أنه وقع على الأرض مريضًا أو متعبًا، فسألته تطمئن عليه فأجابها: [زى ما أخويا الفقير نايم في البرد، أنا انثي كمان نايم زيه]..!
كامل عبد الملك