القمص ميخائيل إبراهيم
خشوعه في الصلاة:
ونزلنا معًا لنذهب إلى كنيسة مارمرقس.. وسمعته يرتل المزمور 22 "الرب راعى، فلا يعوزني شيء.."
ووصل إلى الكنيسة. فدلف إلى الداخل ليسجد.. كان يسجد كما لو كان الرب متمثلًا أمامه فعلًا.. وقبل باب الهيكل، ثم عاد إلى الباب الخارجي..
ووقف إلى أيقونة يحييها ويقبلها.. ها هنا الكنيسة المنظورة تعلن عن دائرة الحب العميقة الممتدة بينها وبيت الكنيسة غير المنظورة.. إن الرجل يعايش القديسين..
يعايشهم في صلاته، وفى استشفاعه بهم، حين يذكرهم في المجمع في القداس.. أنهم ولا شك يتراءون أمامه في قافلة من نور يحيط بهم شعاع من المجد الأسنى، المنبثق من مصدر النور الحقيقي مخلصنا الصالح نفسه..
ويصل الرجل إلى باب الكنيسة، فيقبله في وِد.. الرجل الشيخ يشعر أن الرب قد منحه نعمة الدخول إلى قدس الأقداس، وهو لذلك يمجده عند الباب شاكرًا.
إن داود في العهد القديم، وإن طلب الاكتفاء بالجلوس عند العتبة، فإن حنان الله قد سمح لأبناء العهد الجديد أن يتجاوزوا هذا الحد، ليصلوا إلى عمق الأعماق، إلى المذبح الإلهي.
حقًا يا أبي القمص ميخائيل: إنه منظر لن أنساه، منظرك وأنت تقبل في حب باب الكنيسة. وقتها لم أملك دمعه سالت من عيني حارة قوية وكأنها تؤكد لي: ها هوذا الإيمان بخير، فلا تخف. إن الكنيسة حية في القلوب، وستظل كذلك..