منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 07 - 2023, 10:12 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,842

مزمور 102 | إِنِّي قَدْ أَكَلْتُ الرَّمَادَ مِثْلَ الْخُبْز







إِنِّي قَدْ أَكَلْتُ الرَّمَادَ مِثْلَ الْخُبْز،ِ
وَمَزَجْتُ شَرَابِي بِدُمُوع [9].
من العادات القديمة أن يكف الإنسان في حزنه عن الطعام، خاصة في حالة وفاة أحد أقربائه أو أصدقائه، ويلبس مسوحًا. هنا يُعَّبر المرتل عن أقسى حالات الحزن، فلا يكف عن الطعام والشراب فحسب، إنما يكون كمن يأكل رمادًا يُحَطِّم جسمه، ويزيده عطشًا، وتنسكب دموعه بغزارة، وتتسلل إلى فمه كأنها شراب له.
كان الحزانى يضعون رمادًا على رؤوسهم وثيابهم، فإن اضطروا حتى إلى الأكل بسبب شدة الجوع، يتلوث طعامهم بالرماد المتطاير من جسمهم وثيابهم. أما المرتل فيأكل الرماد نفسه!
يرى الأب أنسيمُس الأورشليمي أن المصائب لتي وردت في هذا المزمور تشير إلى ما أصاب اليهود بعد صلبهم المسيح الإله. صارت معيشتهم كالرماد الذي يفضُل عن الذبائح التي كانوا يحرقونها، وامتزج شراب سرورهم بدموعهم. وصارت أيامهم كالظل، لأنهم يخدمون الشريعة التي هي ظل ورسم للشريعة الإنجيلية. ويبسوا مثل الحشيش، وصاروا مأكلًا للبهائم ووقودًا للنار.
* كلوا الرماد كخبزٍ، واخرجوا شرابكم بالبكاء، بهذه الوليمة تبلغون إلى مائدة الله.
القديس أغسطينوس

* لقد غمست خبزي في الرماد وأكلته هكذا. إن كان هذا ما يقوله النبي، فماذا يكون حالنا نحن؟ "ومزجت شرابي بدموع" لم يعد شيء ما حلو في مذاقي، لا الخبز ولا الشراب، إنما صرت مشتاقًا إلى الخبز السماوي وحده، أي المسيح.
القديس جيروم

* بعد تواضع القلب دون حاجة إلى صلوات قوية، وإلى دموعٍ كثيرة، دموعٍ في النهار، ودموع في الليل، إذ يقول: "تعبت في تنهدي. أعوم في كل ليلة سريري بدموعي. أبلل فراشي ببكائي" (مز 6: 6 LXX). مرة أخرى يقول: "إني قد أكلت الرماد مثل الخبز، ومزجت شرابي بدموعٍ" (مز 102: 9).
القديس يوحنا الذهبي الفم

* عندما كان داود في خطر بعد سقوطه في الزنا اعترف في رماد مع صوم. يخبرنا بأنه أكل الرماد كالخبز، ومزج شرابه ببكائه (مز 102: 9). وأن ركبتيه صارتا ضعيفتين من الصوم (مز 109: 24). مع أنه سمع بالتأكيد من ناثان الكلمات: "الرب قد نقل عنك خطيتك" (2 صم 12: 13).
القديس جيروم

* هكذا إذن أراحه النبي (ناثان)، لكن الطوباوي داود إذ سمعه يقول: "الرب قد نقل عنك خطيتك"، لم يكف عن التوبة. ومع أنه كان ملكًا، لبس المسموح عوض الأرجوان، وجلس في الرماد عوض التاج الملكي... لا بل جعل الرماد طعامه، قائلًا: "إني قد أكلت الرماد مثل الخبز" (مز 102: 9). لقد غسل عينيه الشهوانيتين بالدموع قائلًا: "أعوِّم كل ليلة سريري، وبدموعي أبل فراشي" (مز 6: 6).
وعندما سأله موظفوه أن يأكل خبزًا لم يسمع لهم، بل بقي صائمًا سبعة أيام كاملة.
إن كان الملك قد اعترف هكذا، أفما يليق بك أيها الشخص العادي أن تعترف؟

القديس كيرلس الأورشليمي

* ليست كل الدموع تنبع من مشاعر متشابهة، أو عن فضيلة واحدة.
ا. البكاء المتسبب عن وخزات خطايانا التي تنخس قلوبنا كما قيل: "تعبت في تنهُّدي. أعوّم في كل ليلة سريري، وبدموعي أذوّب فراشي" (مز 6:6)، وأيضًا: "اسكبي الدموع كنهر نهارًا وليلًا. لا تعطي ذاتكِ راحةً. لا تكفَّ حدقةُ عينكِ" (مرا 18:2)، هذه الدموع تصدر بطريقة معينة.
ب. بطريقة أخرى تأتي الدموع الصادرة عن التأمل في الأمور الصالحة، والاشتياق إلى المجد المُقْبِل، إذ تتدفق دموع غزيرة نابعة عن فرح لا يُمكن كتمانه وتهليل بلا حدود. فإذ تتعطش أنفسنا إلى الله الحي القدير تقول: "متى أجيء وأتراءَى قدام الله. صارت لي دموعي خبزًا نهارًا وليلًا" (مز 2:42-3)، معلنة ذلك ببكاء يومي ونحيب قائلة: "ويل لي، فإن غربتي قد طالت" (مز 5:120).
ج. بطريق ثالث تتدفق الدموع، لا عن إحساس بالخطية المهلكة، إنما بسبب الخوف من الجحيم، وتذكر يوم الدينونة المرهب، وذلك مثل رعب النبي القائل: "لا تدخل في المحاكمة مع عبدك، فإنه لن يتبرر قدامك حي" (مز 2:143).
د. يوجد أيضًا نوع آخر من الدموع، لا ينسكب بسبب معرفة الإنسان لنفسه، إنما بسبب قسوة الآخرين وخطاياهم، فصموئيل كان يبكي لأجل شاول. وجاء في الإنجيل عن الرب أنه بكى من أجل مدينة أورشليم، كما فعل إرميا في الأيام السابقة. إذ يقول الأخير: "يا ليت رأسي ماء، وعينيَّ ينبوع دموع، فأبكي نهارًا وليلًا قَتلَى بنت شعبي" (إر 1:9).
هـ. بالتأكيد الدموع المذكورة في المزمور المائة واثنين "إني قد أكلتُ الرماد مثل الخبز، ومزجتُ شرابي بدموعٍ" (مز 9:102)، صادرة عن مشاعر تختلف عن تلك التي وردت في المزمور السادس الخاصة بالإنسان التائب، فهي ناشئة عن متاعب هذه الحياة وضيقتها وخسائرها، التي تضغط على الأبرار العائشين في العالم .
الأب إسحق


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إِنِّي قَدْ أَكَلْتُ الرَّمَادَ مِثْلَ الْخُبْزِ وَمَزَجْتُ شَرَابِي بِدُمُوعٍ
مزمور 114| وَمَا لَكُنَّ أَيَّتُهَا الْجِبَالُ قَدْ قَفَزْتُنَّ مِثْلَ الْكِبَاشِ
مزمور 102 | وَعِظَامِي مِثْلُ وَقِيدٍ قَدْ يَبِسَتْ
أيوب | إِنْ كُنْتُ قَدْ أَكَلْتُ غَلَّتَهَا بِلاَ فِضَّةٍ
إِنِّي قَدْ جَعَلْتُكَ أَبًا لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ


الساعة الآن 03:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024