منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 07 - 2023, 11:49 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

المبطىء جدًا




المبطىء جدًا

لم يتطوّع كما تطوّع الرجل الأول، بل المخلّص هو الذي دعاه لاتّباعه. ولم يكن جوابه رفضًا صريحًا، بل الظاهر أنه كان أمامه شيء أكثر أهمية. خطيّته العظمى: أنه وضع مطالبه قبل مطالب المسيح. «يَا سَيِّدُ ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي». من الضروري أن يحترم الابن أباه ويكرمه، ومن الواجب أيضًا أن يدفنه عندما يموت بكل احترام وتكريم. ولكن هذه المجاملات الشرعية تصبح خطية شنيعة، إذا ما حالت دون اتّباع المسيح. فهذا الرجل ينكشف طموحه ويُعرف على حقيقته عندما يجيب المسيح: «يَا سَيِّدُ... لِي... أَوَّلاً...». أما باقي كلامه فكان تورية لإعطاء النفس المكان الأول.

يظهر أن ذاك الرجل لم يدرك أن قوله: «يَا سَيِّدُ... لِي... أَوَّلاً...». أمر مضحك، ومستحيل. فإن كان المسيح سيّدًا فيجب أن يكون أولاً. وعندما يضع الإنسان نفسه أولاً ويتوِّجها على العرش، يضيع سلطان المسيح وسيادته. “المبطىء جدًا” كان له عمل يتمّمه، وجعل لهذا العمل المكان الأول. لذلك كان من اللائق أن يقول له المسيح: «دَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ وَأَمَّا أَنْتَ فَاذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ اللهِ». ويمكننا أن نوضّح كلماته هكذا: توجد أشياء يستطيع أن يقوم بها الموتى روحيًا، كما يقوم بها المؤمنون. إنما توجد أشياء أخرى في الحياة لا يستطيع أن يقوم بها سوى المؤمن؛ فلا تضيّع حياتك في عمل شيء يستطيع أن يقوم به سواك من غير المؤمنين. دع الموتى روحيًا يدفنون موتاهم جسديًا، أما أنت فكُن رجلاً لا يُستغنى عنه في عمل ملكوت الله.

ويبدو أن هذا الثمن كان أعظم من أن يدفعه “المبطىء جدًا”. ولذلك لا نسمع له ذِكرًا في ما بعد. لقد أظهر أن العمل، أو المهنة، قد يكونان عقبة إذا ما احتلا المكان الأول، أو صارا الهدف الرئيسي في حياة المسيحي الحقيقي. ليس في الأعمال الدنيوية خطر أو خطأ، فإن الله قد رتب أن يعمل الانسان ليعول نفسه ويدبّر حاجات عائلته. ولكن حياة التلمذة الحقيقيّة تتطلب أن نضع ملكوت الله وبرّه أولاً، وتتطلّب أن لا يضيّع المؤمن حياته في عمل ما يستطيع الانسان العادي غير المؤمن أن يفعل مثله، إن لم يكن أفضل منه. وإن الهدف من العمل هو مجرّد توفير ضروريّات المعيشة، بينما دعوة المؤمن الرئيسية وشغله الشاغل هو المناداة بملكوت الله.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الرب يا عزيزي رحيمٌ جدًا بنا، وصالح جدًا من جهتنا
الرب يا عزيزي رحيمٌ جدًا بنا، وصالح جدًا من جهتنا
فصارت أعماقي جميلة جدًا جدًا ومجيدة
فلنكن مدققين جدًا في محاسبتنا لأنفسنا، عطوفين جدًا في محاسبة الآخرين
كان السيد المسيح طيب القلب جدًا. وكان أيضًا قويًا جدًا


الساعة الآن 08:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025