المُسمى الحقيقي
ووسط هذا الاحتياج المُلح للأمان من جانب البشر، فإنه قد يختلط عليهم الأمر بين الأمان والتأمين، وهناك فرق شاسع بينهما؛ فالتأمين يتم عبر عروض من شركات متخصصة، تطلب من المشترك مبلغًا دوريًا من المال، في مقابل أن “تؤمن” على سيارته أو صحته أو ممتلكاته، وهذا أمر لا ضرر منه، وليس لي عليه اعتراض البتة.
بل أن بعض المشاهير بالغوا في التأمين على ما يظنوا أنه أغلى ما لديهم، مثل اللاعب كريستيانو رونالدو الذي أمَّن على قدمه بمبلغ ١٤٤ مليون دولار، ومتذوق الطعام الشهير إيجون رونيه الذي أمَّن على لسانه بمبلغ ٤٠٠ ألف دولار، فيما أمَّن الممثل الكوميدي ريتش هال على روح الفكاهة لديه مقابل مليون دولار!!
والحقيقة أن من يتفحص الأمر بدقة، يكتشف أن أي شركة تأمين – مهما كانت – هي شركة تعويض ليس أكثر، وهذا هو المسمى الحقيقي لها، فشركات التأمين لا تستطيع أن تمنع الحوادث، ولا يمكن أن تقي الإنسان من الكوارث، ولكنها تعوِّضه – بعد إجراءات طويلة - عن جزء من التلفيات أو الخسائر، أو ربما تعوض أهله إن فقد الإنسان حياته. ولكنها أبدًا لا تمنع خطر ولا تغير مصير.