من يصالح الإنسان مع الله؟ وأين الإنسان الذي يمكنه أن يقف أمام الله؟ لا أحد. فـ«كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا». ويقول الكتاب: «الأَخُ لَنْ يَفْدِيَ الإِنْسَانَ فِدَاءً، وَلاَ يُعْطِيَ اللهَ كَفَّارَةً عَنْهُ، وَكَرِيمَةٌ هِيَ فِدْيَةُ نُفُوسِهِمْ، فَغَلِقَتْ إِلَى الدَّهْرِ» (مزمور٤٩: ٦-٧). ويقول أيوب أيضًا: «لَيْسَ بَيْنَنَا مُصَالِحٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى كِلَيْنَا» (أيوب٩: ١٣).
لكن كم نشكر الرب من أعماقنا، لقد جاء الفادي والمخلِّص والمصالح، و«صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا» (عبرانيين١: ٣). جاء ليحل أعقد العُقد وأصعب المشاكل. فالمشكلة التي تطحن العالم اليوم، ليس الجهل، وليس المرض، ليس الفقر وليس الإرهاب؛ إنما المشكلة الأساسية هي مشكلة الخطية والابتعاد عن الله. لذلك «قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ» (عبرانيين٩: ٢٦). فعندما تعقَّدت مشكلة الفداء، جاء الفادي بنفسه إلينا ليحلّ مشكلة الخطية.