أيها الحبيب في كل شيء أروم أن تكون ناجحاً وصحيحاً كما أن نفسك ناجحة (3يو2)
بهذه التحية يزداد اليقين عند غايس بأن الرسول يهتم به. وإنها لأمنية قلبية في غاية البساطة والاتساع، أنه يتمنى أن يكون غايس ناجحاً في كل شيء. وعبارة "في كل شيء" تتضمن أموره الزمنية وكذلك الروحية.
يفتكر البعض أنه مهما ساءت أحوالنا الزمنية أو صحتنا الجسدية، فالمهم أن تكون أنفسنا ناجحة. لكن الرسول لم يذهب كلامه إلى هذا الفكر المتطرف، لأن عبارة "كل شيء" تتضمن ما يتأثر به الجسد وما تتأثر به النفس أيضاً. وكان شعور يوحنا شعوراً أخوياً صادقاً من جهة نجاح غايس في كل شيء، لكنه في نفس الوقت يعطي المقام الأول لنجاح نفسه. فإذا حرص المؤمن على ذلك بإخلاص، فيستطيع بصفة عامة أن يثق في اهتمام الرب بأشغاله وبصحته الجسدية أيضاً.
نحن، المؤمنين، تحت النعمة، وإلهنا المُحسن يجد لذته، إذا نجحت نفوسنا، في إنجاح كل أمورنا. إن شعور رؤوسنا جميعها مُحصاة. وإن كان عصفور لا يسقط إلى الأرض بدون إذنه، وإن كان هو يهتم بالغربان وزنابق الحقل التي ليس لها نفس، فكم بالأولى يهتم أبونا السماوي بنا نحن أولاده، كل يوم، وفي كل شيء!!