رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا ينكر أحد أن لكل زمان ملامحه الخاصة، ومستحدثاته التي تؤثّر على أسلوب الحياة. وأحد ملامح زماننا الإقبال المتزايد على استخدام وسائل متنوعة في التواصل أكثر من المقابلات الشخصية أو حتى الاتصالات أو المراسلات المباشرة. أصبح الإنترنت من ضروريات الحياة كالهواء والماء للكائنات الحية. ربما شعر أحدهم باختناق إن منعته لبضعة أيام (أو ربما ساعات) من استخدام برامج معينة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من روتين حياته اليومية. كثرت المجموعات groups والمواقع التي نستقبل من خلالها عشرات الرسائل يوميًا بمختلف أهمية ومضمون كل منها وتوجهاتها سلبيًا وايجابيًا. وهي سلاح ذو حدين! لسع الكلام، وعسل الكلام لم أسمع أو أقرأ من قبل، هذا الكم من رسائل النقد والإدانة وأحيانًا الإهانة، حتى فيما يتعلق بأقدس الأمور وأقرب العلاقات. وعلى النقيض، لم اقرأ في حياتي هذا القدر الهائل من الشذرات والتأملات الروحية القصيرة المنتقاة والمتداولة بين الأصدقاء كهذه الأيام. كثر نشر وتناقل العبارات المأثورة وانتقاء الألفاظ المؤثرة، بصورة غير مسبوقة. وهذا أمر جميل في حد ذاته، ونرجو أن يكون له تأثيره المبارك في حياة كل من يكتبها وينشرها ومن يقرأها. لكن السؤال الذي طرأ على ذهني، أهي نهضة حقيقية في المعرفة أو الخدمة من خلال الانترنت؟ أم هو سباق على النشر وتسويق الانطباعات في زمن الكلام الرنان والتباري باللسان؟ لا تتسرع بالحكم على الكلام وفكر معي. إنها مجرد خواطر وتساؤلات لمحاولة قراءة وفهم ما يجري على ساحات التواصل ووسائله الحديثة ومدى تأثير ذلك على أفكارنا وتوجهات قلوبنا. |
|