أما الدافع للهجرة، والذي يلجأ إليه الكثيرون، هو هربًا من ظروف يقول إنها صعبة، وطمعًا في وضع يظنه أفضل.
وظهر هذا الدافع أيضًا في إبراهيم، فبعد أن جرب الهجرة أولاً في مشيئة الله، نقرأ عنه فنقرأ: «وَحَدَثَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ، فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ، لأَنَّ الْجُوعَ فِي الأَرْضِ كَانَ شَدِيدًا» (تكوين١٢: ١٠)، وهو سبب غير كافٍ بالمرة، كشف عن ضعف إيمان كان وقتها في قلب إبراهيم. فقبل حدوث الجوع مباشرةً «ظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ: لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ» (تكوين١٢: ٧)، وكان عليه أن يثق في أن الله القدير الصالح الذي جلبه من أور الكلدانيين، لن يسمح لأي جوع أن يؤذيه، لأنه يخطط لاستحيائه وتوريث الأرض لنسله.