برامون بالقبطى
وهذا مبدأ روحى وضعته الكنيسة لنوال بركة العطايا الروحية التى نأخذها فى كل المناسبات الكنسية.
كلمة برمون :
معناها كيف نستعد لأخذ العطية.
وعلى قدر عظم العطية يكون الإستعداد. وكلمة الإستعداد معناها اليقظة وتفهم قيمة العطية وكيف نجهز أنفسنا لهذه العطية.وكيف نكون مستحقين لهذه العطية. وأحياناً نستخدم كلمة إستبراء وهى التأكد من براءة وصدق الشيئ إستبراء الفكر والقلب كى يستحق العطايا.
فى مجال الإستعداد نجد ثلاث كلمات نجدهم فى صلاة الإستعداد التى يقولها الكاهن ، كلمة ( مستعد ومستحق ومستوجب) مستحق لنوال العطية ومستعد أى غير مدرك الإدراك الكافى لقيمة هذه العطية، كلمة مستوجب أى الإستحقاق التلقائى وهذه تًقال على ربنا فقط "مستحق ومستوجب".
وجوب الإستعداد :
1- القداس مليئ بالوجود الإلهى، لذلك القداس يستحق درجة عالية من الإستحقاق أو درجة إستحقاق
خاصة. لذلك أبونا يقول القدسات للقديسين أى التائبين ومستحقين منم قبل التوبة ومتيقظين ومتهيئين
ومتجهزين لأخذ البركة.
وعظم العطية تستحق طول الإستعداد، لذلك هناك خطوات لكى نصلى القداس، ( مزامير السواعى المسائية وتسبحة عشية، وصلاة بخور عشية، مزامير نصف الليل، تسبحة نصف الليل، مزامير باكر، تسبحة باكر، رفع بخور باكر، وصلاة المزامير كل هذا لكى نقدم الحمل)
+ من الأشياء العملية للإستعداد إرتداء الملابس البيضاء اللون الأبيض له دلالات معينة يعلن عن كنه أو نوعية هذه الملابس، اللون الأبيض يدل على القيامة لذلك هو دليل النقاء والبهاء، فى القيامة سنقوم بأجساد روحانية لا تخضع للخطية ولا تشعر بميل إلى الخطية ولا تُحارب كاملة النقاء ولذلك هى كاملة البهاء.
+ أيضاً تشير إلى مجال النعمة، نعمة خاصة من خلال الكهنوت، والكهنوت لابد المدعو من الله كما لهرون
+ أيضاً فالكهنوت هو المختص بهذا، ونحن نعلم أنها تُشير إلى التكريس أيضاً وأنها ملك لله.الكهنوت يقدم الصورة المثالية للكنيسة ( إستعدادها وتهيأها لنوال العطية) لذلك هى ملابس تُدشن لها صلاة تُصلى وتُرشم بقنينة الميرون ، أى بالزيت، دليل أنها تدخل فى ملكية الله.ولأن القداس على مثال العُرس السماوى، فهى ملابس العُرس نلتقى بها مع العريس السماوى.لباس العريس أحضرها للعروس فالكهنوت هو يُشير إلى الكنيسة عروس المسيح.
+ وهى أيضاً نحتمى بها وكأننا نلبس المسيح كما قال بولس الرسول فى رسالته إلى تيطس " ألبسوا الرب يسوع " فنحن نختفى فى المسيح لأننا خُطاه ولا نستطيع أن ننال البر إلا من خلال المسيح.
+ وهى تُشير إلى المراحم الإلهية فالكاهن هو مثال العروس وخادم للعرس السماوى، يُجهز الناس لهذا العُرس لذلك فهو يلبس الملابس البيضاء.وهناك مبدأ أرثوذكسى مهم (لا خدمة بدون زى خاص).
الكاهن وهو يلبس الملابس الخاصة يُصلى مزمورين ( مزمور 29 ، 92 ) " أعظمك يارب لأنك أحتضنتنى ولم تشمت بى أعدائى " أى أعطتنى حمايا ولم ترفضنى فعدم رفض ربنا للإنسان يحميه من شماتة الشيطان، (لذلك فى شرقية الهيكل نجد حضن الآب)." فى العشاء يحل البكاء وفى الصباح السرور" على أساس أن اهاية اليوم تُشير إلى نهاية العُمر أو نهاية العالم لكن الصباح يُشير إلى القيامة، البداية الجديدة " حولت نوحى إلى فرح لى مزقت مسحى ومنطقتنى سروراً لكى ترتل لك نفسى ولا يحزن قلبى" يقصد يقول أن الأستعداد التى فعلته بالنسك والزهد والميطانيات والنوح على الخطية بالتوبة قبول ربنا أنه بيتوج كل هذه الجهادات ويحول المسح إلى ملابس بيضاء مزقت مسحى ومنطقتنى سروراً لكى ترتل لك نفسى ولا يحزن قلبى. ويختم بعبارة أيها الرب إلهى إلى الأبد أعترف لك أى أشكرك وأعترف بفضلك.
( مزمور 92 ) يقول فيه " الرب قد ملك ولبس الجلال لبس الرب القوة وتمنطق بها " وكأن إرتداء الكاهن للملابس البيضاء يُعلن عن وجود الله بقوة يكلل جهادات من جاهد بهذا البهاء وكأن جهادتنا لحساب ربنا." رفعت الأنهار يارب" الأنهار هنا إشارة لأولاد الله. وهنا يدل على أن أولاد ربنا فيهم الروح القدس بغزارة وقوة والروح القدس هنا مثل الماء الذى يملئ النهر.
" عجيبه هى أهوال البحر " هنا فرق بين النهر والبحر، البحر يُشير إلى العالم لكن النهر يُشير إلى أولاد ربنا إشارة إلى عمل الروح القدس فى الإنسان." لذلك ينبغى التقديس يارب طول الأيام".
ثم يصلى الكاهن بعد هذان المزموران صلاة الإستعداد ثم يفرش المذبح. صلاة الإستعداد هى صلاة منسحقة يقدم فيها الكاهن تذلله ورجاؤه فى قبول ذبيحته وقبول صلاته، وواضح فيها منهج الربط بين الله القدوس والإنسان الخاطئ " بعد أن يلبس الكاهن يريد أن يلبس المذبح فيصلى هذه الصلوة قبل أن يتقدم إلى المذبح " أيها الرب العالرف قلب كل أحد القدوس المستريح فى قديسيه الذى بلا خطية وحده القادر على مغفرة الخطية، أنت ياسيد تعلم أنى غير مستحق ولا مستعد ولا مستوجب لهذه الخدمة المقدسة التى لك وليس لى وجه أن أقترب وأفتح فاى أمام وجهك المقدس بل ككثرة رآفاتك أغفرلى أنا الخاطئ ، ومنحنى أن أجد نعمة ورحمة فى هذه الساعة وارسل لى قوة من العلاء لكى أبتدأ وأهيئ وأكمل كما يُرضيك خدمتك المقدسة كمسرة إرادتك رائحة بخور، نعم ياسيدى كن معنا واشترك فى العمل معنا باركنا لأنك أنت هو غفران خطايانا وضياء أنفسنا وحياتنا وقوتنا وذلتنا " نلاحظ أن هذه الصلاة تربط بين الله والكاهن والذبيحة.
مثلث صغير ( إحتماء الكاهن فى الذبيحة يُقبل أمام الله ، لا قبول إلا من خلال الذبيحة ، لذلك هى ذبيحة يومية من أجل نوال المغفرة ) المفهوم الثانى ( الذبيحة هى باب المغفرة يدخل منه الكاهن والشعب إلى الله ) المفهوم الثالث ( حلول الله من خلال الذبيحة ليتراءى ويُقدس الجماعة عن طريق الكاهن ). إذا بدأنا بالكاهن، الكاهن من خلال الذبيحة يُقبل أمام الله وإذا بدأت بالذبيحة هى باب المغفرة الذى منه يدخل الكاهن إلى الله وإذا بدأنا بحلول الله فهو يحل من خلال الذبيحة ليقدس الجماعة عن طريق خدمة الكاهن. من خلال الثلاث عبارات يُلخص هؤلاء يلخصوا القداس الإلهى.ثم يبدأ الكاهن يفرش المذبح.
فرش المذبح :
هناك ثلاث لفائف يوضعوا فى شكل ثلاث مثلثات دائماً اللفافة المثلثة تُشير إلى عمل إعجازى، عمل الله ، وثلاث لفائف أخرى يوضعوا فوقهم لكى يكون جزء من اللفائف المثلثة مُخفى تحت الفائف الأخرى إشارة إلى عمل الله السرى من خلال الذبيحة المقدسة، لأن حلول الله على المذبح عمل سرائرى، فائق لقدرة الإنسان الطبيعى.
ثم توضع الصينية فوق اللفافة الوسطى وهى رقم خمسة من الست لفائف السابقة وفيها لفافتان وهم لفافة رقم 9 ، 10 ولفافة رقم 7 ، 8 فوق كرسى الكأس وهم لفافة مثقوبة وفوقها لفافة أخرى وحول كرسى الكأس لفافتان فيكون عدد الفائف على المذبح 12 لفافة ( 6 الموضوعين شكل مثلث و2كرسى الكأس و2ما حوله و2الصينية فيكون مجموعهم 12 لفافة ) لأن رقم 12 يشير إلى ملكوته الله ، والثالوث فى أركان الأرض الأربعة. ( هناك لفافة صغيرة توضع فى الصينية ، إشارة للتبن فى المذود ).
ونلاحظ أن المذبح فيه فكرة الثالوث طول وعرض وارتفاع ( ثلاث أبعاد ) متساويين إشارة إلى تساوى الأقانيم، وله ( أركان أربعة ) 3 × 4 لذلك بعد ما ينتهى الكاهن من القداس نهائى يلف حول المذبح وهو يصفق بيديه ويقول يا جميع الأمم صفقوا بأيديكم، إنها ذبيحة قُبلت فهو يلف حول المذبح إشارة أنها ذبيحة تكفى العالم كله.
+ ثم يُصلى الكاهن المزامير باعتبار أن المزامير فيها نبوات عن حياة السيد المسيح كلها، وفى القداس بنعيش حياة السيد المسيح من حياته فى بيت لحم إلى الصعود، فى الأيام العادية والآحاد تًصلى مزامير الثالثة والسادسة لأن الثالثة نفتكر فيها حلول الروح القدس على التلاميذ وبداية الآلام " لأنهم بدأوا يعذبوا المسيح فى الساعة الثالثة " والسادسة وهى خاصة بالخلاص على الصليب.
فى أيام الصوم العادية ( الرسل، العذراء، الميلاد ) نضيف التاسعة ونجد إنجيلها عن إشباع الجموع.
فى أيام صوم السيد المسيح ( الصوم الأربعينى، ونينوى، والبرامون، والأربعاء والجمعة) نضيف الغروب والنوم والستار بالنسبة للأديرة
والموضوع له باقية ...