رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بعد النصرة جاء رجال أفرايم، وهم شعب عظيم، وخاصموه بشدة. ودائمًا الجسد يغار ممن هو أفضل منه وأكثر نجاحًا، ولا يفرح بما يعمله الرب بواسطة آخرين. هذا يعكس الحالة الداخلية للشعب. إن روح مديان هي الخصام والنزاع. وبالأسف أصبح الانتصار موضع نزاع ومخاصمات. وإذا لم نكن في محضر الرب سنفهم إخوتنا بشكل خاطئ، ونفسر الأمور بشكل خاطئ. والجسد يميل للتحزب والانقسام. وهنا نرى الصراع الأخوي وسط شعب الرب. والشيطان إما أن يهاجم الشهادة من الخارج أو يهاجمها من الداخل. هذا ما حدث في تاريخ إبراهيم عندما انحدر إلى مصر، وعندما حدثت المخاصمة بين رعاة مواشي أبرام ورعاة مواشي لوط. إن الفكر الواحد ضرورة لنجاح الشهادة، ولهذا قال الرسول بولس للمؤمنين في فيلبي: «فَتَمِّمُوا فَرَحِي حَتَّى تَفْتَكِرُوا فِكْرًا وَاحِدًا وَلَكُمْ مَحَبَّةٌ وَاحِدَةٌ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، مُفْتَكِرِينَ شَيْئًا وَاحِدًا، لاَ شَيْئًا بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ» (فيلبي2: 2-3). هذا ما فعله جدعون لكي يحتوي المشكلة بحكمة واتضاع، وبذلك انتصر على كبرياء أفرايم. «اَلْجَوَابُ اللَّيِّنُ يَصْرِفُ الْغَضَبَ» (أمثال15: 1)، و«اَلْحِكْمَةُ خَيْرٌ مِنْ أَدَوَاتِ الْحَرْبِ» (جامعة9: 18). فَقَالَ لَهُمْ: «مَاذَا فَعَلْتُ الآنَ نَظِيرَكُمْ؟ لِيَدِكُمْ دَفَعَ اللهُ أَمِيرَيِ الْمِدْيَانِيِّينَ... حِينَئِذٍ ارْتَخَتْ رُوحُهُمْ عَنْهُ». (القضاة 8: 2-3) |
|