![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
استمر حصار القدس عاما كاملا دون أن يستطيع جيش المسلمين أن يدخل اليها فقدكانت امكاناته وخبرته في حرب الحصارضعيفة ، اضافة لقصورهم في العدة الحربية ، فأصبحوا عاجزين عن اقتحام الأستحكامات القوية والجديدة للقدس . .........صحيح أن أهل القدس صمدوا عاما كاملا ، ولكن المؤن في المدينة بدأت تنفذ ، ولم يعد هناك أمل في نجدة القدس فالقرى خارج القدس أصبحت بيد المسلمين ،ومدن الشام أخذت تهوي الواحدة تلو ألأخرى ، وأخذت آمال أهل القدس في الخروج من هذا المأزق تضعف شيئا فشيئا ، حتى أن أقرب جيش ممكن أن يساندهم،قد أضحى في مصر ........والحامية الرومانية المتبقية في قيصرية على ساحل المتوسط لم يكن لها أن تصمد لولا الحماية البحرية البيزنطية .......ولذا كان من غيرالممكن أن تستطيع مساعدتهم.رفض البطرك سفرونيوس أن يسلم المدينة هكذا .......فقد كان خائفا على المقدسات وحريصا على سلامتها ، ولذا فقد أصر أنه لن يسلم المدينة المقدسة الا لخليفة المسلمين ......وكان وقتها عمر بن الخطاب هو الخليفة ،وكان يرمي من ذلك الحصول على حد أعلى من الشروط ممكن أن تقي الكنيسة والمسيحيين من الظلم الذي من الممكن أن يلحق بهم لو سلمت ألمدينة هكذا.........وأرسل القادةالمسلمون برسائل الى الخليفة تحدثه عن شروط بطرك اورشليم ليفتح أبواب القدس .وما إن علم عمر بن الخطاب بشروط البطرك حتى شد الرحال الى القدس ...........حصل البطرك على الأمان للقاء عمر بن الخطاب ، وصعد للقائه على جبل الزيتون وأدخله القدس 638 م وكان راكبا جمل أبيض اللون و يلبس ثياب قديمةوسار الى جانبه البطرك سفرونيوس ........، وما أن دخل عمر الى المدينة حتى بادرفورا بالتوجه الى موقع هيكل اورشليم الذي كان خربا ، ............ وبينما كان البطرك ينظر الى الخليفة عمر ، تلاحقت ألأحداث المؤلمة أمام عينيه ،وتذكر قول المسيح الرب (( فمتى رأيتم رجاسة الخراب .....التي قال عنها النبي دانيال فليفهم القارئ)).....وأخذت الدموع تتساقط من عينيه .بعد ذلك طلب الخليفة من البطرك زيارة مشاهد المسيحيين فصحبه البطرك الى كنيسة القيامة وأطلعه على كل ما بها ،وبينما كان بالكنيسة اقترب وقت الصلاة عند المسلمين فتسائل الخليفة أين يستطيع أن يفرش قبائة للصلاة فتوسل اليه البطرك أن يبقى في مكانه ويصلي ،.....فرد عليهالخليفة عمر قائلا ،((لاأريدأحدا من أتباعي أن يقول ان لنا حقا في المكان الذي صلى به عمر )) وخرج للمدخل الخارجي للكنيسةوصلى ، وفعلا حول المسلمون الباب الخارجي للكنيسة جامعا سمي بالجامع العمري ....وأما الكنيسة فبقيت كما هي . ان أعظم انجاز حققه البطرك سفرونيوس بخطوته هذه أنه أستطاع أن يحافظ على مقدسات القدس.وكانت الشروط التي وافق عليهاالخليفة عمر لدخول المدينة وهو في جبل الزيتون تعتبر في ذلك الوقت ألحد ألأعلىالممكن الحصول عليه، اذا ماعرفنا الوضع الجديد الصعب الذي بدأت تعيشه الكنيسةالمسيحية في ذلك الوقت.........وهذه الشروط في الحقيقة لاتختلف ايضا عن الشروط التي ............أذعنت لها المدينة (وهي اسم موضع في جزيرة العرب) فعندما أمر رسول المسلمين محمد أن يختار الوثنيون بين الإيمان والقتل اجاز لأهل الكتاب مسيحيين ويهود أن: - أن يحتفظوا بما لهم من دور عبادة ،وأن يترددوا عليها ، ولكن لاينبغي أن يزيدوا من عدد هذه الدور . - ألا يحملوا سلاحا أو يركبواجيادا. - وينبغي أن يجروا ضريبة الرأس المعروفة بالجزية. ولم يكن البطرك يأمل أفضل من هذه الشروط (هذه هي العهدة العمرية).........وهو أول اتفاق ينظم العلاقة بين الخلافة ألأسلامية الجديدة والكنيسة بل و مع الطائفة المسيحيةكلها من خلال رعاة الكنيسة.وقديما لم يتم ألالتزام بهذه المعاهدة فقد دمر من حين لآخر كثير من الكنائس و أستولي على كثير منها وحولت الى جوامع و في نفس الوقت أجازوا في عدد من ألأوقات أقامة كنائس جديدة ، طالما لم ترتفع عن مباني المسلمين،ولم يصل الى آذان المسلمين صوت نواقيسهم وصلواتهم ، ورغم هذا فأن التشدد في الشروط قد كبلت الكنيسة في آداء طقوسها وشعائرها فمثلا ،وعلى هذا ألأساس ، كان يجري حيث يكثر وجود المسلمين - منع خروج اصوات الصلوات خارج الكنيسة وأن تصلالى أذن من هو بالخارج...ومنع ممارسة هذه الشعائر خارج الكنيسة. -منع رنين اجراس الكنيسة...........ومنع وجود ابراج للكنيسة تعلوا او تتساوى بالعلو مع مآذن المسلمين........ولم يجري التهاون في قاعدة التزام الزميين ( أهل الذمة ) المسيحيين في ضرورة ارتدائهم أزياء تميزهم عن غيرهم وأن لايركبوا أفراس،ولاينبغي أن يجرؤا على الحاق ألأذى بأعمال المسلمين ..................الخ ،وفي بلادنا سوريافان هذا كان في الماضي أما الآن فان ألأمور قد أختلفت كثيرا......فمنذألأستقلال من ألأستعمار الفرنسي والمسيحييون يتمتعون بمناصب مرموقة بالجيشوالدولةبعد أن كان يقتصر دورهم ألأقتصادي على العمل الحر....تجارة ، حرف، طب،صيدلة .....وفي الزمن الحاضر فان النظام القائم حفظه الله من الشر وأنار خطاه قد سار شوطا بعيدا في التسامح.. في ما يتعلق بالكنيسة واعطائها حقوقهافأعطيت الكنيسةألأمتيازات التي تحصل عليها ألأوقاف ألأسلامية من حيث ألأعفاءمن ضريبة الماءوالكهرباء.....الخ وكنائس كثيرة شيدت هنا وهناك ، وأخذت اذن المسيحي تطرب برنيين اجراس الكنائس في كل المدن والقرى ، وبطقوسه وصلواته الذي أخذ في ألأعياد يمارسهافي ساحة القرية ، وفي المدينة في ألأحياء وفي ساحات الكنائس بكلحرية. .....وبشكل عام فأن المسيحي في بلادنا كالمسلم يتساوى معه في الحقوق والواجبات.......وليس لنا ألآن الاأن نصلي لله شاكرين ...... هاتفين وقائلين وصارخين وطالبين: ابانا ألذي في السموات يتقدس أسمك ليأتي ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك علىالأرض والمجد للمسيح دائما المراجع: - تاريخ الحروب الصليبية للمؤلف (ستيفن رنسيمان) من منشورات دار الثقافة – بيروت ) الجزاء ألأول - قصةالحضارة للمؤلف (ول وايريل ديورانت ) الجزءالثاني ....المجلدالرابع |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
![]() |
![]() موضوع جميل ربنا يباركك
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شكرا على المشاركة المثمرة ربنا يفرح قلبك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() ميرسى على المرور الحلو
الرب معكم |
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس صفرونيوس/11 آذار |
القديس صفرونيوس بطريرك أورشليم |
القديس صفرونيوس البلغاري |
المعرفة ـ القديس صفرونيوس |
الموت المحيي ـ القديس صفرونيوس |