رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرب قد ملك اَلرَّبُّ قَدْ مَلَكَ. تَرْتَعِدُ الشُّعُوبُ. هُوَ جَالِسٌ عَلَى الْكَرُوبِيمِ. تَتَزَلْزَلُ الأَرْضُ [1]. إذ يملك الرب ترتعب الشعوب من الجالس على الكاروبيم ليدينهم، أما الذين صاروا أبناء الله فيتهللون بمجيئه. في تشامخ يظن البعض أنهم كالجبال العظيمة أو المحيطات العميقة، لكنهم أمام الرب يرتعبون، لا لكي يتحطموا، وإنما يتحطم إنسانهم القديم، ويتهلل إنسانهم الجديد. كلمة "شروب" أو "كروب" في العبرية تعني معرفة. فالله يجلس على كرسيه أو الكاروبيم. ونحن إن أردنا أن تكون نفوسنا عرشًا أو كرسيًا لله، يلزم أن تكون نفوسنا مملوءة بالمعرفة الروحية الحقيقية أو الحكمة السماوية. ويرى القديس أغسطينوس أنه إن وُجد الحب في القلب يتم كمال الناموس (رو 13: 10) ويسكن الله فيه. * بدأ ربنا يسوع المسيح يملك، بدأ يُكرز به، بعد أن قام من الأموات وصعد إلى السماء، بعد أن ملأ تلاميذه بالثقة في الروح القدس ألا يخافوا من الموت، الذي قتله فيه فعلًا. بدأت الكرازة بربنا يسوع حتى أن الذين يرغبون في الخلاص يلزمهم أن يؤمنوا به. والشعوب التي عبدت الأصنام غضبت... لقد غضبوا من ربهم لحساب أصنامهم، هؤلاء الذين وإن كانوا يغضبون من عبيدهم لحساب أصنامهم يُدانون. لأن عبيدهم أفضل من أصنامهم. لأن الله خلق عبيدهم، وأما النجار فصنع أصنامهم . * الكروبيم هم كرسي الله، كما يُظهر لنا الكتاب المقدس. إنهم عرش سماوي أكيد، لا نراه، لكن كلمة الله يعرفه، يعرفه ككرسيٍ له. كلمة الله وروح الله يظهران لخدمة الله أينما يجلس الله. ليس بمعنى أن الله يجلس مثل البشر، بل إن أردتم أنتم يجلس الله فيكم. إن كنتم صالحين تكونون كرسي لله. مكتوب: "نفس الصديق كرسي الحكمة". فإن العرش في لغتنا يُدعى كرسيًا . * لا تضطرب، فقد ُأخبرت باختصار، فإنك إن أردت أن يكون لك كمال المعرفة وأن تصير عرشًا لله، يقول الرسول: "المحبة هي تكميل الناموس" (رو 13: 10)... اسأل قلبك إن كان فيه المحبة. فإن وجدت فيه المحبة، يكون فيه تكميل الناموس أيضًا، وبالفعل يسكن الله فيك، وتصير عرشًا لله... وتصير سماءً لله... تصير سماءٍ. فإن هذه السماء التي نتطلع إليها بالعيون التي لنا ليست بثمينة أمام الله. النفوس المقدسة هي سماء الله، عقول الملائكة، وعقول خدامه هي سماء الله . القديس أغسطينوس * كما أن الشاروبيم (كروبيم) معناها "كنز المعرفة"، فإن الإنسان الذي يقتني كنز المعرفة هو عرش الله. كنز المعرفة هذا ليس معرفة مجردة، بل هو أيضًا كنز الأعمال، فإن المعرفة الحقيقية هي وحدها التي تُثبت بالأعمال . القديس جيروم * لما نظر البشر قدرة الجالس على الشاروبيم تزلزلوا، أي انتقلوا من الحزن إلى الفرح، لأن الرب الملك قد ملك. فهو للصديقين فرح وللأثمة حزن. كذلك عندما كان اليهود يسمعون عن المسيح أنه ملكهم كانوا يخجلون ساخطين، ويقولون لبيلاطس: ليس لنا ملك إلا قيصر... لتتزلزل الأرض، لأن سكانها عندما أبصروا ضعف قوة الأبالسة، وبطلان أفعالهم، اهتزوا، وانتقلوا من ضلالة آبائهم لإنذهالهم من حكمة تعليم المسيح، وعظم قدرته، ودعوة ملكًا وسيدًا. الأب أنسيمُس الأورشليمي الرَّبُّ عَظِيمٌ فِي صِهْيَوْنَ، وَعَالٍ هُوَ عَلَى كُلِّ الشُّعُوبِ [2]. الله العظيم يسكن في وسط شعبه، كنيسته، صهيون الروحية، يحتضنهم ويقدسهم. أما الشعوب المتشامخة عليه فهو عالي عليهم، لن يلتقوا به ما لم يتواضعوا. * هذا الذي تكلمت عنه أنه على الكروبيم هو عظيم في صهيون.أسألكم الآن: ما هي صهيون؟ نحن نعرف صهيون أنها مدينة الله. مدينة أورشليم تُدعى صهيون. وبحسب تفسير أكيد "صهيون" تعني السهر (المراقبة) أي الرؤية والتأمل. فالسهر (المراقبة) هو أن تتطلع إلى شيءٍ، وتركز بالعينين عليه لتراه. الآن كل نفسٍ هي صهيون، إن حاولت التركيز على ذاك النور الذي يُرى. فإن ركزت نظرها على نورها الذاتي تظلَّم، أما أن ركزت على نور (الله) تستنير... مدينة الله هذه تدعى صهيون، لذلك فإن الكنيسة هي صهيون. الله عظيم فيها . القديس أغسطينوس يَحْمَدُونَ اسْمَكَ الْعَظِيمَ وَالْمَهُوبَ. قُدُّوسٌ هُوَ [3]. ذاك الذي هو عظيم في كنيسته، أي صهيون الروحية، وعالٍ على كل الشعوب، يُكرز به بكونه مصلوبًا عن العالم، قد جاء في ضعفٍ من أجل محبته لنا ولخلاصنا، فمن يحمده ويعترف به كمخلصٍ، يدرك أنه الديان العظيم المهوب والقدوس، قادم لكي يدين. * إنه يصفح في الوقت الحاضر عن الشعب الذي يجدف عليه، لأن طول أناة الله إنما تقتاد إلى التوبة (رو 2: 4). فإن ذاك الذي يصفح الآن، لا يصفح على الدوام، ولا ذاك الذي يُكرز به الآن أنه سيكون مخوفًا يتوقف عن أن يأتي ليدين. سيأتي يا إخوتي. فلنخشه ولنحيا بما يليق حتى متى جاء ويدين نوجد عن يمينه . القديس أغسطينوس * اسم ربنا عظيم كما كتب الرسول في الفصل الثاني من رسالته إلى أهل فيلبي: "لذلك رفعه الله أيضًا، وأعطاه اسمًا فوق كل اسمٍ، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبةٍ ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض" (في 2: 9-10). إذًا لاسم يسوع تعترف الشعوب كلها لكون معناه "خلاص"، وهو مهوب لغير المؤمنين، وأيضًا للشياطين، لأنها إذا سمعته هربت، وقدوس للذين آمنوا به. الأب أنسيمُس الأورشليمي وَعِزُّ الْمَلِكِ أَنْ يُحِبَّ الْحَقَّ. أَنْتَ ثَبَّتَّ الاِسْتِقَامَةَ. أَنْتَ أَجْرَيْتَ حَقًّا وَعَدْلًا فِي يَعْقُوبَ [4]. * يلزمنا أن يكون لنا نحن أيضًا الحق والبرّ. وهو يعمل فينا بالحق والبرّ، نحن الذين خلقنا ليعمل فينا. كيف يلزمنا أن يكون لنا الحق والبرّ؟ يكون لكم الحق عندما تميزون الشر من الصلاح، ويكون لكم البرّ إن كنتم تسلكون بالصلاح وتتجنبون الشر. بالتمييز بينهما يكون لكم الحق، وبالعمل يكون لكم البرّ . القديس أغسطينوس * كل خاطي يخشى عدل الله، لا يريد أن يعرف الديان؛ بل يريد أن يلتقي بالرحمة. رجل القداسة يلتفت إلى الله ويمجده في جسده. إنه لا يخاف الديان بل يحبه... الخادم الأمين لا يخاف الله بل يحبه. عندئذ يتحقق الكتاب: "عز الملك أن يحب الحق (العدل) . القديس جيروم * تتأيد رئاسة الملك وسلطته، إذ حكم بالعدل. أما قوله أنت هيأت الاستقامة فمعناه أن الله الذي نحن نعبده ليس بحديثٍ. فالقول يعني: أنت يا الله سبق ووضعت الاستقامة والقضاء والعدل لآل يعقوب، أي للإسرائيليين، وذلك عندما أعطيتهم الشريعة على يد موسى... أما الآن فقد وفيت بوعدك، وحققت قضاءك، لأنك خلصتنا من عبودية العار بتجسدك ونزعت الظلمة. الأب أنسيمُس الأورشليمي * إن كنا نصنع كل عمل باتزانٍ، غير فاحصين آراء الناس الآخرينمنجهة نقاوة قلبنا، بل نفحص ضمائرنا ذاتها، فإن هذه الفترة التيللراحة لنتقلل منحزمنا وضبطنا لأنفسنا. ذلك فقط كما قلت لو فكر عقلنا فيالحدود المعقولة الخاصة بالسماح لنا بالأكل أو عدم السماح به، ممتنعين عن كل إفراط في أي الجانبين، مميزين بإفراز حقيقي إن كان اندفاعنا في التنعم ثقل على أرواحنا أو مغالاتنا الزائدة في الصوم ما يثقلها أيضًا... فإن ربنا لا يرضى أن نفعل شيئًا من أجل مجده دون أن نمزجه بالإفراز (التمييز) لأن عز الملك أن يحب التمييز (الحق) (مز 4:99). لهذا نجد سليمان - أحكم الناس - يحثنا على عدم الانحراف في أي الجانبين، قائلًا لنا أن نكرم الرب بالأتعاب المملوءة برًا ونقدم له ثمار البرّ . الأب ثيوناس |
|