رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي [19]. تعزيات الله دائمًا فيها كل الكفاية لمساندة النفس وقت الأحزان والمتعب. بينما تبدو الكنيسة متألمة وفي أنين، غير أن السلام يملأ أعماقها. * يعلن الله عن رعايته الحانية نحونا، ليس فقط في تعزياته، وإنما أيضًا حينما يسمح الله لنا بالتعب. فإنني اليوم أكرر ما لا أكف عن القول به، أنه ليس فقط الخلاص من الشرور، بل والسماح بها يتم خلال صلاح الله. فعندما يرانا ساقطين في التواني وننسحب من الشركة معه ولا نبالي بالأمور الروحية، يتركنا إلى لحظة حتى نعود إلى التعقل ونرجع إليه بأكثر غيرة. القديس يوحنا الذهبي الفم * "عند كثرة همومي في داخلي، تعزياتك تلذذ نفسي". تهبني من رحمتك مقابل الحزن الذي تراه في قلبي من خلال صرخة التوبة، فإن كثرة الهموم تصير فرصة للتعزية. * وصايا الله تحمل ثقل التوبة، حمل مفيد يحوي دواءً للخطاة، فإنه بالعرق والتعب فقط تتم وصايا الله. بالتأكيد لن يتوقع أحد أن يكلل وهو في الملذات. "وأما المتنعمة فقد ماتت وهي حية" (1 تي 5: 6)... "ما أضيق الباب، وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك" (مت 7: 14). بغض النظر عن ما هي الفضائل، فإنها لا تُقتنى بدون مصاعب. الوصول إلى قمة جبل يتم بجهدٍ عظيمٍ وتعبٍ، فكم بالأكثر يكون التعب لازمًا لبلوغ السماء؟ يقول الإنجيل: "ملكوت السماوات يُغصب" (مت 11: 12). إنه يُغصب، لأن ما تفشل الطبيعة في أن تُخضعه فينا، يمكن للنعمة أن تلطفه. فمن حيث سقطت الملائكة إلى هناك يصعد البشر. حين يُحفظ التكامل الجسدي تسرع النفوس إلى أجسادها. * أسكب دمعة واحدة، فأتأهل لتعزية واحدة. أسكب عشر دمعات، فأستحق عشرة تعزيات. ثقل توبتي يتعادل مع عدد تعزياتك. القديس جيروم * "عند كثرة همومي في داخلي"، تلك الهموم التي تنبع بالتأكيد من إرادتي الحرة، "تعزياتك تلذذ نفسي" (مز19:94)، بدخول التعزيات في قلبي عن طريق الوحي، معلنة صورة البركات العتيدة التي أعدها الله للذين يعملون باسمه، هذه التعزيات ليست فقط تنزع الهموم من القلب، بل وتنعم عليه بالابتهاج العظيم . الأنبا بفنوتيوس * يبرهن كتاب الله المقدس في عدة عبارات أنه لابد للإنسان أن يعاني من اضطراباتٍ في هذه الحياة، كما تُتاح له تعزيات كثيرة أيضًا. وفي وسط تلك الأمور جميعها، فإن روحًا تتسم بالعزيمة القوية واليقظة وإدراك الحق، يجب أن تغلب الضيقات الراهنة، وتتطلع إلى تلك الوعود بالفرح الأبدي. إن التعزيات تفوق الضيقات والأتعاب حقًا وفعلًا، لأنها تمنح الهدوء والطمأنينة وسط الصعاب الحالية، وتعطي الرجاء في الأمور العتيدة. لهذا يقول بولس الرسول أيضًا: "إن آلام الزمان الحاضر، لا تُقاس بالمجد العتيد" (رو 8: 18). حقًا إنها لا تستحق أن تُقارن بالتعزية . القديس أمبروسيوس |
|