الكنيسة – في جوهرها – كيان حي وليست مؤسسة اجتماعية ولا تُصنف مع الجمعيات الخيرية ولا الأحزاب السياسية، ولا هي تكتلات طائفية، أو مجرد شكل تنظيمي طقسي فيه تسلسل قيادي ومناصب رفيعة المستوى، بل هي فوق هذا كله ومترفعة عنه، بل ولا يوجد – من الأساس – كمسمى فيها، لأنها ليست من هذا العالم، لأنها كيان إلهي، أي جسد المسيح السري الحقيقي وليس المجازي، لذلك فأن كل من فيها (يحيا بالإيمان العامل بالمحبة) هو عضو من لحمه وعِظامه، فكل واحد اعتمد وتاب وآمن بشخص المسيح، قد انضم إلى جسده وصار عضو حي فيه، وذلك بالصدق والحق وليس بالرمز والتأمل أو مجرد وضع شرفي، وهذه حقيقة مُعلنه في سرّ الإنجيل لا تقبل الجدل ولا النقاش أو المساومة، ولا تُعرف معرفة حقيقية إلا بخبرة الشركة وحدها مع الله والقديسين في النور، بكوننا (في الكنيسة)